الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يُعتبر قطاع الفنادق وخدمة الضيافة من أهم القطاعات التي تلعب دوراً حيوياً في اقتصاد المملكة العربية السعودية، ومن أبرز جوانب هذا القطاع يأتي تقديم خدمات الأغذية والمشروبات في الفنادق. ومن المعروف أن هذه المهمة تعد جزءاً أساسياً من تجربة الضيافة والاستمتاع بالإقامة في الفنادق. ولكن الواقع المعاصر يقول إن الأغذية والمشروبات أضحت “المحيط الأزرق” في قطاع الضيافة، وهذا يعكس عزوف الشباب (حتى المتخصصين) عن العمل بهذا القطاع وتسربهم السريع للأعمال الإدارية او قطاع الغرف، وهذا يعكس الواقع المهني وتحديات بيئة العمل التي تواجهها هذه الصناعة في المملكة.
فغالباً ما يستعرض الشباب الذين يتطلعون للعمل في قطاع الفنادق خيارات العمل في الأقسام الأخرى مثل الغرف والمكاتب الأمامية او الإدارات المساندة كالموارد البشرية وغيرها، والتي تعد محيطاً أحمراً يتزاحم الجميع عليها حسب نظريتي في هذ المقال، ويتجنبون العمل في أقسام الأغذية والمشروبات بشكل ملحوظ. ولكن مع تزايد الاهتمام بقطاع الفنادق، والنمو المتزايد لأعداد السياح القادمين للمملكة، تتزايد ايضاً الحاجة إلى خبرات عالية (محلية) في أقسام الأغذية والمشروبات، وذلك لإظهار ثقافتنا في اعداد الأطعمة وتقديمها، ومن هنا تبرز أهمية تعزيز القدرات والمهارات في هذا الجانب الهام من الضيافة. إذ يجب توفير الفرص للشباب السعودي لاكتساب الخبرة والتدريب في هذا المجال، وتحفيزهم على اختيار مهنة في أقسام الأغذية والمشروبات.
رغم أن قطاع الأغذية والمشروبات يواجه تحديات مثل نقص الكفاءات المحلية والاعتماد على العمالة الوافدة بشكل كبير، إلا أن هناك جهود تبذل من قبل الدولة ممثلة في وزارة السياحة والقطاع الخاص، لتعزيز المهارات وتدريب الكوادر السعودية. واحدة من الخطوات الإيجابية التي اتخذتها الدولة هي إطلاق برنامج الإعارة الدولية، الذي يهدف إلى إرسال الشباب السعودي للعمل في فنادق في الخارج لاكتساب الخبرة وتطوير مهاراتهم. هذا البرنامج يعتبر مدخلاً قوياً لعودة الشباب المؤهل إلى المملكة بمهارات عالية وقدرات جديدة تساهم في تطوير قطاع الأغذية والمشروبات.
في النهاية، يجب الاعتراف بأهمية دور الأغذية والمشروبات كجزء أساسي من تجربة الضيافة في الفنادق، وضرورة تعزيز الكفاءات المحلية ودعم الشباب السعودي ليتسنى لهم الإسهام بفاعلية في هذا الجانب الحيوي من الصناعة السياحية. ولن يتحقق ذلك إلا من خلال دراسة تحسين بيئة العمل لموظفي قطاع الأغذية والمشروبات، وارى أن اهم الأمور التي يجب التركيز عليها هي عدد ساعات العمل اليوم، وتوزيع الجهد على الفريق، وأيام الإجازة الاسبوعية، إضافة إلى التطوير المستمر للموظف، وبرامج اعداد قادة المستقبل لضمان الاحتفاظ بالمواهب لأطول فترة ممكنة بوجود خطة مسار مهني واضحة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال