النتائج الاقتصادية والاجتماعية للتعليم

         توجد علاقة قوية بين المشاركة في سوق العمل والتحصيل العلمي، سواء كانت المشاركة تقاس بمعدلات العمالة، البطالة، أو عدم النشاط. هذه العلاقة تتواجد في جميع دول منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي والبلدان الشريكة التي تتوافر عنها بيانات. ومن النادر جدا العثور على بلد يتمتع فيه الأفراد ذوو التحصيل التعليمي المنخفض بمعدلات مشاركة في سوق العمل أعلى من ذوي التحصيل التعليمي العالي. 

    ففي المتوسط في بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، ترتفع معدلات العمالة من حوالي 60٪ لمن تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عامًا دون تحصيل ثانوي أعلى إلى 86٪ للحاصلين على مؤهل جامعي، في حين تنخفض معدلات البطالة من 13٪ إلى 5٪ ومعدلات عدم النشاط من 31٪ إلى 9٪.

     وتساعد المستويات التعليمية العليا في فتح عالم من المزايا الاقتصادية والاجتماعية، إذ تمتد الفوائد إلى ما هو أبعد من الفرد، لتشمل المجتمع ككل. ويمكن للمؤسسات أن تعوض التكاليف المرتبطة بالاستثمار في التعليم من خلال مساهمات اجتماعية من العمال ذوي الأجور الأعلى، الذين غالبًا ما يتمتعون بقدر أكبر من التحصيل العلمي.

    ويؤثر التحصيل العلمي تأثيرًا قويًا على المشاركة في سوق العمل، سواء قيست بمعدلات العمالة أو البطالة أو عدم النشاط. وفي جميع أنحاء دول منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي يظهر الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عامًا دون شهادة ثانوية عليا متوسط معدل توظيف يبلغ حوالي 60٪، بينما يظهر أولئك الحاصلون على مؤهل جامعي معدل توظيف يبلغ 86٪. وعلى العكس من ذلك تنخفض معدلات البطالة من 13٪ إلى 5٪، وتنخفض معدلات عدم النشاط من 31٪ إلى 9٪ لنفس الفئة العمرية. 

    هذا الارتباط بين التحصيل العلمي والمشاركة في سوق العمل يبقى ثابتًا بالنسبة لكلا الجنسين وظل مستقراً على مدى عقود، حتى مع ارتفاع مستويات التحصيل في جميع أنحاء منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.

    وهنا نشير إلى أنه يكسب العاملون بدوام كامل الحاصلون على درجة ثانوية عليا أو ما بعد الثانوية غير الجامعية حوالي 25٪ أكثر من أولئك الذين ليس لديهم مثل هذه المؤهلات. وفي المتوسط عبر دول منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي العائد من إكمال درجة التعليم العالي أعلى بكثير، ويكسب العاملون المتفرغون من خريجي التعليم العالي في هذه الدول في المتوسط ضعف ما يكسبه العاملون دون المستوى الأعلى من التعليم الثانوي.

     وهنا نشير إلى أن التحصيل العلمي العالي يعزز من فرص العمل، حيث تتفاوت المعدلات بناءً على توجه البرنامج المتبع. ففي العديد من دول منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي يميل الأفراد ذوو المؤهلات المهنية إلى التمتع بمعدلات توظيف أعلى مقارنة بذوي المؤهلات العامة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عامًا والحاصلين على مؤهلات ثانوية عليا أو ما بعد الثانوية غير الجامعية.

        وفي الختام؛ تجلب المستويات الأعلى من التحصيل العلمي مزايا دخل واضحة؛ حيث يكسب العاملون بدوام كامل الحاصلون على تحصيل ثانوي أو ما بعد ثانوي غير جامعي 29٪ أكثر من أولئك الذين لم يكملوا المرحلة الثانوية العليا في المتوسط عبر دول منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، كذلك العائد أعلى بكثير بين خريجي التعليم العالي الذين يكسبون عادة ما يقرب من ضعف دخل الأفراد الحاصلين على تعليم دون المستوى الثانوي في جميع أنحاء منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.