الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
المأكولات البحرية غنية بالقيمة الغذائية. بالإضافة إلى نسبة عالية من البروتين والكالسيوم والحديد ، تحتوي المأكولات البحرية أيضًا على مجموعة متنوعة من المعادن النادرة. له آثار إيجابية على التمثيل الغذائي البشري وتنظيم الوظائف الفسيولوجية ، وله قيمة اقتصادية عالية.
لا يزال استهلاك المنتجات المائية والبحرية في المملكة العربية السعودية منخفض بنسبة 50 % عن النسبة العالمية حيث يبلغ معدل استهلاك الفرد عالمياً 20 كغم/للفرد سنوياً بينما لا يتجاوز في السعودية 9 كغم للفرد سنوياً فقط. و بإلقاء النظر على الصين باعتبارها أهم مستهلك للأسماك في العالم وهي تقود العالم في هذا المجال ونتوقع أن تحذو بقية الأسواق حذوها ، فنجد أن الصين دولة منتجات مائية رئيسية ، حيث يمثل إنتاجها من المنتجات المائية أكثر من ثلث الإجمالي العالمي. الصين هي أيضا أكبر سوق للمأكولات البحرية في العالم. وفقًا لتحليل المنافسة وتقرير توقعات التنمية الخاصة بصناعة المأكولات البحرية الصينية في 2021-2025 الصادر عن معهد بوهوا للأبحاث الصناعية في الصين للأبحاث ، حالة استهلاك صناعة المأكولات البحرية وتحليل حالة تطور السوق حاليًا ، فإنه يلاحظ أنه يتغير هيكل استهلاك اللحوم المحلية ، حيث أصبحت المأكولات البحرية خيارًا عاديًا لتناول الطعام.
تشير الإحصاءات إلى أن استهلاك المأكولات البحرية في الصين يشهد نموًا هائلاً ، وأن التجارة الإلكترونية ستكتسب المزيد من الفرص ، مع إحداث بعض التغييرات العميقة في تربية الأحياء المائية. وفقًا لتقرير أبحاث سوق صناعة المأكولات البحرية والمطاعم الصادر عن جمعية الفنادق الصينية مؤخرًا ، فإن نصيب الفرد من استهلاك المأكولات البحرية في الصين آخذ في الارتفاع. في عام 2020 ، سيتجاوز استهلاك الفرد من المأكولات البحرية 26 كيلوجرامًا سنويًا ، كما ستزيد نسبة استهلاك المأكولات البحرية من 23 في المائة إلى 30%.
في الواقع ، من منظور مناطق استهلاك المأكولات البحرية ، فإن شعوب شرق آسيا لديهم استهلاك مرتفع للمأكولات البحرية ففي الصين يتجاوز أستهلاك الفرد السنوي 34.27كغم (2022 الفاو) بينما في اليابان 34 كغم في العام ويبلغ في المالديف 84 كغم ، 27كغم في تايلاند ، 26 كغم بنغلاديش ، 25 نيوزيلندا، ومن السهل فتح قنوات لأسوق الاستهلاك لهذه المنتجات، في حين أن الناس في الشرق الأوسط والغرب لديهم استهلاك أقل للمأكولات البحرية و تزيد قيود سلاسل التبريد والنقل وعوامل أخرى من صعوبة تطوير الأسواق في بعضها.
أصبحت الدواجن والماشية القنوات الرئيسية للحصول على البروتين في الحياة اليومية. تعد المملكة من أعلى دول العالم استهلاكاً للحوم الدواجن، إذ يبلغ متوسط استهلاك الفرد نحو 50 كيلو غراما سنوياً، محتلة بذلك الترتيب الثالث عالمياً في نسبة استهلاك الفرد، ويصل حجم استهلاك المملكة من الدجاج إلى نحو 1.4 مليون طن سنويا تقريبا، وبنسبة بلغت نحو 67% من إجمالي حجم الاستهلاك المحلي للحوم، أن الدجاج هو الاختيار الأكثر شعبية محلياً عكس محبي الخضار والأسماك ، فمن المقبلات إلى الطبق الرئيسي هناك عدد كبير من الوصفات التي تكون لحوم الدجاج ضمن مكوناتها وعادةً ما يكون الدجاج عنصراً صحياً لأنه مليء بالبروتين ويوفرعدداً من العناصر الغذائية. لكن هل يمكن أن يسبب الاستهلاك العالي له أي آثار جانبية؟ أذا نظرنا لتربية الدجاج في التقنيات للحديثة فأن التربية من عمر الصوص الى الذبح بوزن كيلوغرام في حدود (30) يوماً ويتلقى خلاله الفروج كافة التحصينات ومحفزات النمو وهي مدة قصيرة جداً مقارنة بالأسماك التي تحتاج لتصل وزن نصف كيلوغرام من (8 – 12) شهر. وكذلك في انتاج الخراف أو العجول وهنا يثار سؤال عن آثار الأفراط في استهلاك الدواجن فتقرير نشره موقع “Times Of India” يلخص أربعة أسباب رئيسية تجيب على التساؤل وهي أرتفاع الكليسترول وأرتفاع حرارة الجسم وزيادة سريعة في الوزن وخطر الإصابة بالتهابات المسالك جراء أرتفاع نسبة الأصابة ببكتريا “الإشريكية القولونية” (E.coli) . كما أن هناك احتمالات لمقاومة المضادات الحيوية نظراً لقصر فترة التربية.
ويتجاوز استهلاك الفرد في المملكة من اللحوم الحمراء (أغنام ، أبقار وجمال) 30كغم /للفرد سنوياً ، كذلك يجب عدم المبالغة في تناول اللحوم الحمراء، خاصة لكبار السن وحسب دراسة أجريت عام 2023 في مجلة القلب الأوروبية، فإن تناول حتى 370 غراما من اللحوم الحمراء أسبوعيا يعد آمناً ولا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بشرط أن يحتوي النظام الغذائي المصاحب على الكثير من الأطعمة النباتية أي في حدود 20 كغم للفرد في السنة.
أستهلاك المنتجات السمكية والمائية سواء البحرية أو النهرية بالمعدلات العالمية 20كغم للفرد في السنة لها إيجابيات كثيرة، حيث أن هذه اللحوم طرية وسهلة وسريعة الطبخ والهضم والتمثيل الغذائي في الجسم ووصفها القرآن الكريم على سبيل التفضيل بالطراوة قال تعالى (وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا) فاطر(12) فالأسماك والمنتجات المائية الحية لا تحتاج للكثير من الطبخ أسوة ببقية اللحوم وبعض الشعوب تأكلها وتفضل أكلها نيئة ولا محذور في ذلك، لكن مما ينبغي عدم إغفال دور العادات الغذائية المتوارثة في تفضيل المنتجات البحرية والنهرية وغالباً سكان الشواطىء وضفاف البحيرات والأنهار يمتلكون أنماط متعددة في أعداد وتقديم هذه المنتجات عن غيرهم من شعوب المناطق الصحراوية والبرية كما هو سائد في الجزيرة العربية وهو الذي يعكس الاستهلاك المتدني لهذه المنتجات في السعودية، وبتعزيز ثقافة الطهي وإعداد المأكولات السمكية والوعي الصحي بأهمية استهلاكها سوف يرتفع الاستهلاك للمستوى العالمي تدريجياً .
من جانب آخر تشهد الصناعة السمكية تطوراً ملموساً في منتجاتها بشكل أكثر نظراً ليسر وسهولة في التداول فتقدم الأسماك منزوعة الحراشف والأحشاء ، وأخرى منزوعة الأشواك والجلد (فيليه) ومنتجات جاهزة للطبخ وأخرى مطبوخة جاهزة للأكل وغيرها من طرق التطوير للمنتجات السمكية المعلبة أو المجمدة أو الطازجة. والمنتجات السمكية أغذية صحية توصي بها كافة مراكز الأبحاث الطبية ومختبرات جودة الأغذية سواء للصغار أو الكبار ولها دور في السلامة من العديد من الأمراض ولها إيجابيات كثيرة كونها مصادر طبيعية لاستعادة الحيوية والنشاط لأرتفاع نسبة الفسفور، إلا أنها أيضا كغيرها من اللحوم لديها أيضا بعض المحذورات، فكونها طرية فهي أيضا سريعة الفساد في حال تداولها في أجواء حارة دون ملازمة الثلج لمنتجاتها في النقل والتداول بل وحتى فور صيدها أو حصادها من المزارع.
وهناك المحاذير من استهلاك الأسماك والربيان لبعض الأشخاص، فيجب الحذر من أستهلاك بعض أنواع الأسماك نيئة والتأكد من طزاجة وسلامة هذه النوع من النمط الغذائي (السوشي والساشيمي وغيرها) والتقليل من أكل القشريات (الروبيان واللوبستر والسرطانات) لمن لديه ارتفاع حاد في الكوليسترول، وبعض الأشخاص لديه حساسية مرتفعة لبعض المنتجات السمكية ذات المحتوى المرتفع من (الهستامين) كالتونة أو الكنعد، الحذر من تناول بعض القواقع والأسماك التي يتم صيدها قرب المصارف في المدن الصناعية لاحتمال احتوائها على معدلات عالية من الزئبق .
مع التطوير المستمر للاستهلاك ، أصبحت صناعة المطاعم الذكية والرقمية والمبتكرة محور التطوير المستقبلي لصناعة تقديم المأكولات البحرية. في جميع أنحاء العالم، حيث تشهد صناعة المأكولات البحرية تغيرات كبيرة. يقدر معهد الأبحاث الصيني للمأكولات البحرية أن معدل النمو الحالي لصناعة تموين المأكولات البحرية يتراوح بين 10-30 في المائة ، وهي فترة النمو. من المتوقع أنه بحلول عام 2030. وللمطابخ البخارية وطرق الطبخ أمام الزبائن وتوفر منتجات طازجة ومتجانسة وأصناف محببة للمستهلكين الدور في ذلك وهي منتجات تقدمها المزارع السمكية ذات التقنيات العالية في ضبط الجودة والأوزان والطازجة، بل بعض المطاعم تحضر هذه المنتجات وهي حية للزبائن قبل أعدادها للطبخ مما يشجع المستهلكين على الأقدام على تناولها.
يقدر المعهد حجم سوق المأكولات البحرية في الصين بـ 720.76 مليار دولار أمريكي في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 771.17 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 1.36٪ خلال الفترة المتوقعة (2024-2029).
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال