الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بينما كنت تنظف أغراضك القديمة، وجدت صندوقاً يحتوي على شيء يلمع. إنها سيارتك اللعبة ذات البطاريات. تذكرت كيف كنت تجوب بها أنحاء المنزل وتجعلها تتقافز هنا وهناك، وكيف كنت تسرع بها إلى بقالة الحي الصغيرة لشراء بطاريات جديدة لها كلما نفدت. وبينما كنت تتأملها وتسترجع الذكريات، سألت نفسك: ترى كيف تعمل السيارات الكهربائية التي تجوب الطرقات اليوم؟ وهل تعمل بنفس الطريقة التي كانت تعمل بها سيارتك اللعبة؟ دعنا نسترجع هذه الذكريات معاً، ومن خلالها دعني أخبرك أكثر عن السيارات الكهربائية.
سيارتك الصغيرة، بشكل أو بآخر، ما هي إلا نموذج مصغر للسيارة الكهربائية أو Electrical Vehicle (EV) التي تجوب الطرقات اليوم. فهي سيارة عادية تم استبدال خزان الوقود ومحرك الاحتراق الداخلي فيها، القائم على الوقود الأحفوري، ببطارية كبيرة عادة ما تكون من نوع الليثيوم. هذه البطارية تخزن الطاقة الكهربائية التي يتم شحنها من مصدر خارجي، مثل مقبس الكهرباء في المنزل أو محطة شحن في الشارع. وعند تشغيل السيارة، يقوم المحرك الكهربائي بتحويل الطاقة الكهربائية المخزنة في البطارية إلى طاقة ميكانيكية، وهذا هو ما يدفع العجلات والمحركات للدوران، فتتحرك السيارة.
بالنظر إلى الصيانة العامة للسيارة، فلا تحتاج السيارة الكهربائية تغيير زيت المحرك، لكنها تتطلب سوائل تبريد خاصة لتقليل ارتفاع درجات الحرارة الناتجة عن تحويل الطاقة الكهربائية إلى طاقة ميكانيكية. وعلى الرغم من أن السيارة الكهربائية أقل تعقيداً من سيارة الاحتراق التقليدية، إلا أنها لا تزال بحاجة إلى صيانة دورية، وتغيير زيوت تشحيم خاصة بها مثل زيوت التروس والمكابح. وجدت دراسات أن تكاليف خدمة وصيانة السيارة الكهربائية قد تكون أقل بنحو 23٪ من السيارة التقليدية. و بالنسبة لعزم السيارة فإن كثيرا من المستخدمين لاحظو أن عزم السيارة الكهربائية أفضل و قد يعزو ذلك بسبب كفاءة سرعة تحويل الطاقة، إضافة الى التطور التكنولوجي الهائل مثل ميزة القيادة الذاتية.
ورغم الفخر الكبير بأنها سيارة صديقة للبيئة، إلا أنه يجب أن نأخذ في الاعتبار أنها، كغيرها، لها مميزاتها وعيوبها. من أبرز عيوبها بشكل غير مباشر هو مصدر الكهرباء، الذي قد لا يكون بالضرورة ناتجًا من مصدر طاقة نظيف. كما أن وزن السيارة الثقيل يُعد مشكلة، حيث يجادل الكثيرون بأنه يسرع من تآكل الإطارات، مما يستدعي تغييرها بشكل متكرر. وتجدر الإشارة إلى أن الإطارات تُصنع من مواد قائمة على الوقود الأحفوري، كما أن إطارات السيارات الكهربائية أغلى بنحو 80٪ من الإطارات التقليدية.
أما بالنسبة لمدة الشحن والمسافات، فقد يستغرق متوسط مدة شحن السيارة الكهربائية فترة طويلة تصل إلى 9 ساعات لتقطع مسافة 400 كيلومتر)من الدمام الى الرياض تقريبا( في الشحنة الواحدة. وعلى الرغم من توفر الشاحن السريع والذي يستغرق 30 دقيقة فقط، إلا أنه قد يقلل من عمر البطارية.
السيارة الكهربائية نفسها لا تصدر انبعاثات كربونية أثناء التشغيل، مما يجعلها صديقة للبيئة. لكن عملية تصنيعها قد لا تكون بالضرورة خالية من ذلك، حيث تعتمد على مصادر طاقة وتصنيع قد تسبب بعض التأثيرات البيئية.
في النهاية، تظل السيارات الكهربائية خيارًا أفضل للبيئة بسبب تقليل انبعاثات الكربون على الطرقات، وانخفاض تكاليف الصيانة، التقنية والكفاءة العالية، والراحة في القيادة. ومع تقدم التكنولوجيا، يُتوقع أن تصبح السيارات الكهربائية أكثر شيوعًا وأن تتفوق على نظيراتها من السيارات التقليدية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال