3666 144 055
[email protected]
مرّ التعاون الزراعي بين الصين والدول العربية بمراحل طويلة الأمد، ويواجه الجانبان تحديات مشتركة، خاصة في مجال الزراعة في المناطق القاحلة. يعد الجفاف ونقص الموارد المائية من المشاكل الشائعة في مناطق شمال غربي الصين ومعظم الدول العربية، حيث ظلت التنمية الزراعية في هذه المناطق مقيّدة منذ فترة طويلة بسبب الظروف المناخية القاسية وموارد المياه المحدودة، لذلك أصبح استكشاف وتعزيز التقنيات الزراعية المتكيفة مع المناطق القاحلة هدفا رئيسيا للتعاون الصيني العربي.
في السنوات الأخيرة، استمرّ تنفيذ تقنيات الزراعة التكنولوجية القادمة من الصين في البلدان العربية وحقّقت نتائج مثمرة فيها. في 6 أغسطس، عقدت شركة في نينغشيا بالصين وشركة في المملكة العربية السعودية حفل توقيع مع مختبرين رئيسيين على مستوى المقاطعات والوزارات التابعين لجامعة نينغشيا، واتفقت الأطراف على البناء المشترك لـ”حديقة الزراعة الذكية والحفاظ على المياه بالطاقة الشمسية” في السعودية ومشروع “البيوت الذكية بالطاقة الشمسية للتحكم بالحرارة والحفاظ على المياه”. ومن المخطط أن يتم خلال خمس سنوات بناء “الحديقة الصينية-السعودية للزراعة الذكية والحفاظ على المياه بالطاقة الشمسية” بمساحة عشرة آلاف فدان، و”البيوت الذكية الصينية-السعودية بالطاقة الشمسية للتحكم بالحرارة والحفاظ على المياه ” بمساحة 100 فدان في منطقة هونغسيباو الصناعية في نينغشيا وقاعدة الأمير ناصر الزراعية في الرياض. كما سيتم عرض وترويج 70 ألف نموذج للزراعة الموفرة للمياه باستخدام الدفيئات الكهروضوئية الذكية للحفاظ على المياه والتحكم بالحرارة، بالإضافة إلى نماذج للسياحة الترفيهية والاستجمام الصحي في المناطق الجافة في الصين والدول العربية وفي البلدان المشاركة في بناء “الحزام والطريق”، ومن المتوقع أن تحقق هذه المشاريع عائدات بقيمة 1.06 مليار دولار.
تستفيد حديقة الزراعة الذكية والحفاظ على المياه بالطاقة الشمسية من التقنيات المبتكرة في “التكامل بين الزراعة والطاقة الشمسية”، مما يوفر طاقة نظيفة ومستدامة دون استهلاك للطاقة التقليدية، كما يسهم في تحسين إدارة المحاصيل، وزيادة كفاءة الإنتاج الزراعي، وتحسين جودة المنتجات الزراعية، وبالتالي تحقيق هدفين مزدوجين: توفير الطاقة النظيفة والإنتاج الزراعي الفعال استفادةً من نظام الإدارة الذكية. أما في داخل البيوت الذكية بالطاقة الشمسية للتحكم بالحرارة والحفاظ على المياه، فيتم التحكم بذكاء في عمليات الري، والتسميد، والرذاذ، ودرجة الحرارة، بفضل الطاقة المتجددة التي توفرها الألواح الشمسية، مما يحل مشكلة التحكم في درجة الحرارة في الدفيئات التقليدية، ويحقق بيئة مثالية للنمو على مدار العام، مع فوائد اقتصادية ملحوظة.
تمثل القمة الصينية العربية الأولى في عام 2022 ترقية آلية التعاون الصيني العربي إلى مستوى رؤساء الدول، وتكتسب أهمية فارقة، حيث اقترح الرئيس شي جين بينغ “الأعمال الثمانية المشتركة” للتعاون العملي بين الصين والدول العربيةخلال القمة، متعهدا بإنشاء 5 مختبرات مشتركة للزراعة الحديثة، وعمل 50 مشروعا نموذجيا للتعاون التقني في مجال الزراعة، وسيتم إرسال 500 خبير للتقنيات الزراعية إلى الجانب العربي. مما يرفع مستوى التعاون الزراعي والتكنولوجي بين الصين والدول العربية إلى مستوى جديد.
خلال عملية التعاون هذه، لعبت منصة نقل التكنولوجيا بين الصين والدول العربية دورا حاسما، حيث أقام المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا 8 مراكز ثنائية لنقل التكنولوجيا في دول مثل السعودية والأردن منذ تأسيسها في عام 2015، مما يعزّز التطبيق المحلي لعدد من التقنيات والمعدات المتقدمة والقابلة للتطبيق والتي تلبي الاحتياجات واهتمامات الدول العربية من أجل التنمية المستدامة، لتصبح قناة مهمة للتعاون الفني. ومن خلال هذه المراكز، بدأت تكنولوجيا الري الموفرة للمياه، وتقنيات استصلاح الأراضي المالحة، والتكنولوجيا الزراعية الذكية من الصين تجد طريقها إلى الدول العربية، مما رفع من إنتاجية القطاع الزراعي بشكل كبير. على سبيل المثال، تم تطبيق تكنولوجيا مصنع النباتات الذكية LED التابعة للأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية بنجاح في قطر، مما وفر ضمانا لإنتاج الخضروات في البلاد؛ وفي موريتانيا، ساعدت تكنولوجيا الري الموفرة للمياه من الصين على زراعة الأعلاف على حافة الصحراء الكبرى، مما غيّر بيئة محلية.
ووفقا لوو ليفنغ، مدير المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا، قد تمّ نقل العديد من النتائج التكنولوجية الصينية إلى الدول العربية عن طريق التعاون الثنائي في نقل التكنولوجيا والتدريب، كما تمّ تدريب دفعة من الكفاءات التقنية في 22 دولة عربية، مما ساهم في تطبيق المزيد من التقنيات الصينية في الدول العربية وتحويلها إلى إنتاجية فعلية.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734