3666 144 055
[email protected]
إنها الساعة الثامنة صباحًا أمام بحيرة حديقة مرسيد الواقعة في أقصى غرب سان فرانسيسكو. درجة الحرارة ١٥ درجة سلسيوس مئوية مع نسمات باردة وزخاتٍ من المطر. وقفت الجموع أمام البحيرة وارتدوا ستر النجاة الخاصة بالسباحة. كلهم مستعدون ويقومون بتمارين الإحماء استعدادًا لصعود القوارب الطافية على سطح المياه. يحمل كل منهم مجدافه، وهم مليئون بالحماس رغم برودة الطقس. يبدأون بالنزول إلى الماء، وما إن يستعدون حتى تقرع الطبول لتضرب ألواح مجاديفهم سطح المياه. لم يكن هناك تناسق بينهم في البداية فلا احد يعرف الاخر حيث انها المره الاولى لهم جميعا.
كان المدرب يملي عليهم تعليماته، وأهم ما قاله:
“لا تنظر إلى خصمك في المركب المجاور. لا تقارن. لا تجعله يشتتك عن الوصول للنهاية مهما اصدر من أصوات القوة. لا تنظر لمجادفك أو الماء. لا تفكر فيه. اجعله جزء من جسدك و حواسك. ابقي رأسك مرفوعاً دائما. ضع عينك فقط على قارع الطبلة و استمع لتوجيهات رئيسك. لا تفكر كثيراً، وحاول التناغم مع حركة باقي أعضاء الفريق.”
وفي لحظة، طلب من الجميع إغلاق أعينهم والاستماع فقط إلى صوت الطبلة. قال: “استخدم حواسك؛ فقد يدخل الماء في عينك وأنت تجدف، وبالتالي لن ترى، وما سيبقى لك هو حاسة السمع والتناغم مع صوت مجاديف فريقك.”
اللعبة لا تتطلب قوة مفرطة أو قلقًا، فقط الهدوء والتناغم مع أعضاء فريقك كمعزوفة تضرب بانسجام على سطح الماء، أوكمثل الأمواج التي تتكسر بهدوء على الشواطئ.
كانت هذه هي تجربتي الاولى في التدرب على سباق الدراغون بوت (قوارب التنين) للشركات. وهي بطولة ودية تقيمها الشركات لتعزيز روح التعاون بين موظفينهم.
كما قالت محركات البحث: “(Dragon Boat) هي رياضة تعود جذورها إلى الصين القديمة، حيث كانت تُمارس كجزء من الاحتفالات الصينية التقليدية و تستخدم نفس نوع القوارب التي تُستخدم في رياضة تجديف القوارب. يتألف الفريق عادةً من مجموعة من المجدفين (تتراوح أعدادهم من 10 إلى 50)، بالإضافة إلى قارع الطبول الذي يجلس في مقدمة القارب ويوجه الفريق باستخدام إيقاع الطبل، ورئيس الدفة الذي يجلس في الخلف ويتحكم في توجيه القارب.”
تُقام العديد من المسابقات والمهرجانات لهذه الرياضة حول العالم وقد اصبحت رياضة دولية معتمده. وتتبع مؤسسة IDBF) International Dragon Boat Federation) و اللتي تأسست عام 1991 ميلادياً.
رياضة دراغون بوت ليست مجرد رياضة جسدية تتطلب لياقة بدنية عالية واستخدام لجميع عضلات الجسم، بل هي أيضًا رياضة تتطلب تنسيقًا جماعيًا وانسجامًا بين أفراد الفريق لتحقيق النجاح. فأنت لن تنجح مالم ينجح فريقك معك بل وأن التناسق والتناغم معهم هو سر الفوز في هذه اللعبة.
عن نفسي، قمت بكثير من الأخطاء و قد كنت متوتره في البداية. لكني اكتشفت أن المجموعة تحمل بعضها البعض و لا بأس و إن اخطأت فكلنا نواجهه نفس التحدى و كلا لدية نقاط ضعف ونقاط قوة ولكن في النهاية ضرباتنا واحده وهدفنا واحد وهو الوصول لخط النهاية.
و قد قيل قديم في العمل الجماعي: “ورقة شجرة واحدة بمفردها لن توفر الظل”. و أيضاً قيل: “الفِرَق العظيمة لا تتردد في التعامل مع بعضها البعض. إنها لا تخشى التحدث عن أخطائها ومشاكلها. يعترفون بأخطائهم، ونقاط ضعفهم، واهتماماتهم دون خوف من الانتقام.”
— باتريك لينسيوني
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734