الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تداولت الأخبار بشكل واسع تشاؤم صناديق التحوط حول أسعار السلع الإستهلاكية، ويعود تبرير هذا التشاؤم للأداء الاقتصادي في الصين كونها محرك رئيسي ومركزي في عملية سلسلة الإمدادات للسلع الأساسية من بين دول العالم، يُعد هذا التشاؤم حول إنخفاض أسعار السلع الأول من نوعه منذ ما يقارب 10 أعوام.
جدير بالذكر أن أسعار السلع الأساسية شهدت إنخفاض واضح خلال العامين الأخيرة. لذلك تواجه الصين اليوم مشكلة في الزيادة و الفائض في المعروض بالنسبة لخطوط إنتاجها وهو ما أثار جدل وحتمية التهديد حول احتمالية انخفاض أسعار السلع الأساسية والخدمات.
على الرغم من هذا فإن الصين تعتبر من أكثر الدول استقراراً على المستوى السياسي وهو ما يعزز موقف الحزب الشيوعي، حقيقة ان الحزب لا يواجه تحديات ومسيطر على الموقف تضاعف من قوة الاستقرار السياسي.
كذلك على المستوى الإقتصادي في حال صرف النظر عن الأزمة العقارية مؤخراً وهو جزء من تخبطات وأخطاء قد تواجهها البلاد.
منذ إعتماد الصين سياسة الإصلاح والانفتاح في عام 1978 تغير وجهها الاقتصادي وتمحور حول تنمية كل موارد الدخل والإنتاج حتى وصل تمركزها اليوم في الإستثمار في كل من البحث والتطوير، الطاقة الخضراء والطاقة النظيفة، وكذلك الذكاء الاصطناعي والملفت هو ان حصة الصين في الذكاء الاصطناعي بالتحديد تفوق حصة الولايات المتحدة الأمريكية!
في الواقع عند اعتماد الصين لخطة النقلة الاقتصادية النوعية منذ ما يزيد عن 40 عاماً وحتى اليوم، إتخذت منهجية مغايرة للعالم وهو ما تسبب لها بالرفض والتشكيك وكذلك بعض العداوات والأزمات الجيوسياسية.
في المشهد الحالي مع تراجع الإنفاق الاستهلاكي رغم الدعم الحكومي والتشاؤم حول تباطؤ الإقتصاد بالإضافة إلى الخلافات السياسية للصين مع الغرب تحديداً على مستوى الولايات المتحدة وايضاً خلافات مع حلف الناتو كل هذه العوامل وأكثر ساهمت فعلياً في تغيرات جوهرية للخطط الاقتصادية الصينية في ظل حكومة الرئيس الحالي مما يضع الصين في موقف محرج.
لكن قد يكون المساهم الخفي الأكبر لكل هذا هو التشكيك في قدرة الصين على الرغم من كل الخدمات وخطوط الإنتاج والتطور الحاصل، مازال العالم يسقط الكثير من الإنتقادات وتحجيم الهفوات والأخطاء وهو ما بدأ فعلياً بشكل واضح عندما أصبحت الصين متطورة بشكل أكبر في مسألة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والذي ينذر لاحتمالية هيمنة الصين السياسية مستقبلاً.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال