الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعتبر الإدارة الاستراتيجية من العناصر الأساسية التي تساهم في نجاح المؤسسات وتحقيق أهدافها الاستراتيجية على المدى الطويل. ومن بين العوامل المؤثرة بشكل كبير على هذه الإدارة هو النسيج الثقافي المؤسسي. يشمل النسيج الثقافي المؤسسي مجموعة من القيم والمعتقدات والعادات التي تتبناها المؤسسة والتي لا شك تؤثر على سلوكيات وأداء الموظفين (السلوك الإنساني في المنظمات). إن فهم تأثير هذا النسيج الثقافي يمكن أن يساعد المؤسسات في صياغة استراتيجيات تتماشى مع قيمها وثقافتها وهويتها، مما يعزز من قدرتها الاستراتيجية على التكيف مع التغيرات وتحقيق التفوق التنافسي في كافة المجالات الحيوية، والذي تسعى إليه منظمات اليوم وعلى مستوى عالمي، ونحن ولله الحمد والشكر نمتلك في بلدنا مقومات تميزنا وتميز هويتنا من دون جميع الثقافات العالمية، ولا تتوفر لدي المنافسين الآخرين ويجب استغلالها بصورة مثلى.
يعتبر النسيج الثقافي المؤسسي من العوامل الأساسية التي تؤثر على الإدارة الاستراتيجية في أي منظمة ربحية كانت أو غير ربحية. يتكون هذا النسيج من مجموعة من القيم والمعتقدات والتقاليد والعادات التي تشكل “هوية” المؤسسة وتؤثر على سلوك الأفراد داخلها، وتكمن في التالي:
أولاً، تؤثر القيم المؤسسية على كيفية اتخاذ القرارات الاستراتيجية. عندما تكون القيم واضحة ومشتركة بين جميع أعضاء المؤسسة والكل مشارك بكفاءة وفاعلية، يسهل تحقيق التوافق والتنسيق في القرارات الاستراتيجية. على سبيل المثال، إذا كانت الشفافية والنزاهة والمساءلة ومحاسبة المسؤولية من القيم الأساسية، فإن ذلك سيعزز من اتخاذ قرارات استراتيجية أخلاقية ومستدامة تصب في مصلحة الجميع، وتعزز روح المسؤولية والتعاون المشترك.
ثانياً، يلعب النسيج الثقافي دوراً حاسماً في تعزيز الابتكار والإبداع، والمؤسسات التي تشجع على التفكير الإبداعي، والتفكير النقدي، وتقبل المخاطر تكون أكثر قدرة على التكيف مع التغيرات في البيئة الخارجية واستغلال الفرص الجديدة ومعرفة التهديدات ووضع لها الحلول المبتكرة، والثقافات التي تدعم التعليم والتعلم المستمر وتنمية المهارات وتقدير الأفكار الجديدة تساهم في بناء بيئة عمل محفزة ومشجعة ومبتكرة، وخلق بيئة جاذبة وليست طاردة، وترفع من الكفاءة الإنتاجية.
ثالثاً، يؤثر النسيج الثقافي على كيفية إدارة التغيير. في المؤسسات ذات الثقافة القوية، يكون الأفراد أكثر استعداداً لقبول التغيير والمشاركة في تنفيذ الاستراتيجيات الجديدة التي تساهم في تحقيق المستهدفات الاستراتيجية، وهذا يعود إلى الثقة المتبادلة والاحترام بين الإدارة والموظفين، مما يسهل من عملية التغيير المدروس ويقلل من المقاومة.
أن النسيج الثقافي المؤسسي يلعب دوراً حيوياً في تشكيل الإدارة الاستراتيجية. فهم هذا النسيج والعمل على تعزيزه يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة وضمان نجاحها على المدى الطويل.
أما بالنسبة الى مقومات النسيج الثقافي المؤسسي في الإدارة الاستراتيجية في المملكة العربية السعودية في ظل رؤية 2030 يكمن في المقومات التي نتميز بها وتكمن في التالي:
– تشكل القيم الإسلامية المبنية على الوسطية والاعتدال أساساً قوياً ومتيناً ومتماسكاً في تشكيل النسيج الثقافي المؤسسي، حيث تُعتبر الأخلاق والنزاهة والعدالة من المبادئ الأساسية التي توجه سلوكيات الأفراد والمؤسسات نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية.
– تشجع رؤية 2030 على الابتكار والتطوير المستمر، والتفكير الابداعي والنقدي مما يعزز من ثقافة الإبداع والتفكير الاستراتيجي في المؤسسات.
– تسعى الرؤية إلى تمكين أبناء وبنات الوطن وزيادة مشاركتهم الفاعلة في سوق العمل، مما يخلق بيئة عمل متنوعة وشاملة تعزز من الأداء المؤسسي.
– التركيز على التعليم والتعلم والتدريب المستمر لتحسين مهارات الموظفين وتطوير وتنمية القدرات البشرية بما يتماشى مع متطلبات السوق الحديثة وفق أحدث المستجدات العالمية.
– تعزيز مبدأ الشفافية والنزاهة والمساءلة ومحاسبة المسؤولية في كافة جوانب العمل المؤسسي لضمان تحقيق الأهداف الاستراتيجية بكفاءة وفعالية.
– دعم التعاون والشراكات بين القطاعين العام والخاص لتعزيز التنمية المستدامة وتحقيق مستهدفات رؤية 2030 الطموحة.
هذه المقومات لا شك تلعب دوراً حيوياً في تشكيل الإدارة الاستراتيجية في المملكة العربية السعودية، مما يساهم في تحقيق رؤية 2030 الطموحة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظهما الله –
ودمتم بخير…
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال