تحفيز التفكير الإبداعي وأهمية استدامة المشاريع: كيف تساهم الهاكاثونات في التطوير؟

تُعتبر الهاكاثونات، أو ما يُعرف باللغة الإنقليزية بمصطلح Hackathons  وسيلة فعالة لتعزيز الابتكار في مجال التكنولوجيا، حيث تجمع تلك الفعاليات مجموعات من المبتكرين من مختلف الخلفيات والمجالات، بهدف عرض أفكار ريادية أو إيجاد حلول لتحديات تقنية محددة، في فترة زمنية قصيرة.   ويتميز هذا النوع من الفعاليات بالتعاون بين المشاركين، مما يوفر بيئة مثالية للإبداع وتطوير الأفكار الجديدة.

وأحد أهم الجوانب التي تدعم الهاكاثونات هو تشجيع المشاركين على توسيع آفاقهم وتطوير مهاراتهم التقنية من خلال التعامل مع التحديات الحقيقية التي تواجه قطاع الصناعة أو التعليم أو التقنية أو الطاقة أو الزراعة أو الرعاية الصحية، وغيرها من القطاعات الاستراتيجية الأخرى.  وفي هذا السياق، تسهم الهاكاثونات في تعزيز التفكير الابتكاري وإيجاد أفكار أو حلول جديدة، وفي الوقت نفسه، تحويل الأفكار إلى واقع ومشاريع تجارية ناجحة.  ولذلك، فإن من الأهمية استدامة المشاريع والدعم المقدم خلال وبعد الهاكاثون.

ويعتبر تحديد أهداف وتوجيهات واضحة للهاكاثون أمر حاسم لضمان نجاحه، حيث يجب على المنظمين تحديد مجال محدد للابتكار وتحديد التحديات التي يجب حلها.  ويعتبر تواجد مشاركين وداعمين ومرشدين ومستشارين من خلفيات وتخصصات متنوعة في الهاكاثون أمر أساسي أيضاً لتحقيق التنوع في الأفكار والمعرفة والحلول المقدمة، خاصة في المجال التقني والقانوني وكذلك ريادة الأعمال والاستشارات المتخصصة لكل قطاع.

ويعزز الهاكاثون، من خلال تقديم جوائز ومكافآت للحلول المبتكرة والناجحة، رغبة المشاركين في تقديم أفضل الحلول وتحفيزهم على تحقيق ذلك.   كما تعد الهاكاثونات منصة جاذبة للمستثمرين، حيث يتم عرض الأفكار والمشاريع الرائدة، واستعراض تفاصيلها التقنية والمالية.

وفي المملكة، هناك جهود كبيرة من الجهات المختلفة، خلال السنوات القليلة الماضية، لرعاية الهاكاثونات في مختلف القطاعات، لدورها الهام في تحفيز التفكير الإبداعي وتطوير الأفكار الجديدة لأبناء وبنات الوطن، وكذلك الدعم في تحويل تلك الأفكار إلى نماذج أولية تتناسب مع احتياجات السوق السعودي وفي وقت قصير.

ويتم كذلك تشجيع المشاركين في المملكة على التفكير خارج الصندوق وتقديم أفكار أو حلول مبتكرة، بالإضافة إلى توفير بيئة تعليمية، حيث أن الهاكاثونات غالبا ما تتضمن ورش عمل وجلسات تعليمية، مما يمنح المشاركين فرصة لتعلم تقنيات جديدة ومعرفة أفضل الممارسات في المجالات المختلفة، كما يعزز ويحفز نجاح ريادة الأعمال، ويقوم بتسليط الضوء على القضايا المحلية، مما ينتج عنه تعزيز التنافسية والابتكار.

وهناك العديد من التجارب الناجحة لمشاريع تم تطويرها من خلال هاكاثونات بالمملكة، بالإضافة إلى منتجات وحلول قائمة بالفعل منذ سنوات، ولكن تم من خلال الهاكثونات تطويرها وإضافة مزايا جديدة عليها لتعزيز تجربة المستخدم وتسهيل إنجاز المعاملات من خلالها بشكل أكبر ومتطور أكثر، وذلك من خلال التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وغيرها من التقنيات المتطورة الأخرى.