الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يعتبر راواد الأعمال من الشرائح الحيوية في المجتمع، وتكون محط أنظار أفراد المجتمع والخبراء والباحثين، ففي عالم الأعمال المتسارع، الذي يتطلب الابتكار والريادة جهدًا استثنائيًا، تبرز الحاجة إلى وضع آليات عادلة وشفافة لتحديد التعويضات الملائمة لرواد الأعمال، كون رواد الأعمال يمثلون استثمارًا كبيرًا من الوقت والجهد.
تتصدر مسألة رواتب رواد الأعمال المشهد الاقتصادي المعاصر، وتتنوع رواتب رواد الأعمال بشكل كبير بين منشأة وأخرى، بل وحتى بين رواد الأعمال الذين يعملون في نفس القطاع، وتمكن أهمية تعويض رواد الأعمال لعملهم في تحديد راتب لهم، لتحقيق التوازن المالي والنفسي، فالعمل المستمر دون تعويض قد يؤدي إلى الإرهاق والإحباط، ما يعيق قدرة رائد الأعمال على اتخاذ القرارات الصائبة وتطوير الأعمال، لذا فإن رواتب رواد الأعمال تعكس قيمة وقتهم وجهدهم، وتساهم في خلق بيئة عمل أكثر استدامة ونمو، كما أن أن إغفال هذه النقطة يؤثر سلبًا على دقة الحسابات المالية للشركة، ما يحجب صورة واضحة عن صحة المنشأة ومدى كفاءتها.
هناك طريقتان شائعتان لتحديد قيمة الراتب العادل لرواد الأعمال، الأولى تعتمد على حساب النفقات الشخصية لصاحب العمل وتحديد راتب يغطي هذه النفقات، والثانية تعتمد على توزيع جزء من أرباح الشركة كراتب لصاحب العمل، فحجم الشركة ومرحلة نموها، إلى جانب طبيعة الصناعة التي تعمل فيها، كلها عوامل مؤثرة في تحديد مستوى وحجم رواتب رواد الأعمال.
موخرا ثارت ضجة في العالم بعد دعم كبار المساهمين في شركة تسلا بأغلبية ساحقة حزمة أجور ومكافآت وتعويضات إيلون ماسك المثيرة للجدل البالغة 56 مليار دولار، وهي صفقة مشروطة بأداء أسهم الشركة وباقي قطاعاتها، ولعل السؤال الذي يخطر في بال الكثيرين،”هل يستحق إيلون ماسك هذا المبلغ الخيالي؟ وماذا عن باقي رواتب المديرين التنفيذيين في العالم؟ وكم يتقاضون أجرا مقابل عملهم؟
تختلف الرواتب السنوية المعلنة بشكل جذري عن سلسلة المكافآت والتعويضات والحوافز والمزايا التي يحصل عليها المديرون، فمبلغ 56 مليار دولار الذي أُعلن بشأن عائدات إيلون ماسك، فهو ليس الراتب السنوي الفعلي الذي يتقاضاه ماسك أو غيره من المديرين التنفيذيين الأكثر ثراء في العالم مثل برنارد أرنو الرئيس التنفيذي لمجموعة “إل في إم اتش” أو مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، أو وارن بافيت المدير التنفيذي لشركة بيركشاير هاثواي أو غيرهم من المليارديرات الذين يشغلون مناصب قيادية عليا في شركاتهم.
حصل برنارد أرنو حسب الأرقام المعلنة على راتب سنوي قدره 8.01 ملايين يورو فقط، ويحتل وارن بافيت، الرئيس التنفيذي لشركة بيركشاير هاثاواي، مكانا منخفضا بنفس القدر على جدول رواتب رؤساء الشركات، إذ حصل على راتب ثابت قدره 100 ألف دولار سنويا لأكثر من 35 عاما، أما إيلون ماسك فقد تم إدراج راتبه لعام 2023 كرئيس تنفيذي لشركة تسلا على أنه صفر دولار، وبلغ راتب مارك زوكربيرغ كرئيس تنفيذي لشركة ميتا عام 2023 ما مجموعه دولارا واحدا، وفق ما ذكرت منصة “بريستيج”.
وفقا لتقرير صادر عن معهد السياسة الاقتصادية لعام 2022، زاد الراتب السنوي المُعلن للرؤساء التنفيذيين بنسبة 1460% منذ عام 1978، وتجاوز نمو رواتب الرؤساء التنفيذيين نمو سوق الأوراق المالية في مؤشر “ستاندرد آند بورز”، الذي نما بنسبة 1063% خلال ذات الفترة الزمنية.
ووفق دراسة أخرى أجرتها شركة “إيكويلارالتي توفر معلومات حول التعويضات التي يتلقاها المديرون التنفيذيون في العالم لعام 2023، فإن سلسلة تعويضات 500 مدير تنفيذي في العالم تراجعت 1.3%، ومع ذلك، شهدت الدراسة نفسها، كذلك، زيادة في متوسط الرواتب والأسهم والامتيازات الأخرى بنسبة 7.6%.
وكشف رصد أجرته صحيفة مال حصول نحو 875 من الرؤساء وكبار التنفيذيين في الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية “تداول”، عام 2023، على نحو 2.8 مليار ريال رواتب ومكافآت وبدلات ونهاية خدمة وأسهم وغيره ، في المقابل حصل أعضاء مجالس الإدارة في الشركات المدرجة خلال ذات الفترة على 567 مليون ريال، وهؤلاء يفوق عددهم 1500 عضو مجلس إدارة.
تربعت شركة أرامكو على القمة وحصولها على المركز الأول، وبلغت إجمالي المبالغ 116.9 مليون ريال، حصل عليها أمين بن حسن الناصر و5 آخرين من كبار التنفيذيين، أما المركز الثاني حصدتها البنك الأهلي السعوودي بقيمة 83.4 مليون ريال، حصل عليها طلال أحمد الخريجي و5 آخرين، وجاءت بالمركز الثالث شركة أكسترا، بقيمة إجمالية بلغت 73.8 مليون ريال حصل عليها محمد جلال علي فهمي و5 آخرين.
ونالت الاتصالات السعودية على المركز الرابع، بقيمة إجمالية 68.1 مليون حصل عليها عليان بن محمد بن حمد وتيد و4 آخرين، أما بالمركز الخامس كان من نصيب مصرف الراجحي بقيمة 53.3 مليون ريال، حصل عليها وليد بن عبدالله المقبل و4 آخرين من كبار التنفيذيين، يليها البنك العربي الوطني بالمركز السادس بـ 51.1 مليون ريال حصل عليها عبيد عبدالله الرشيد و5 من كبار التنفيذيين.
المركز السابع من نصيب بنك الرياض بقيمة 50.8 مليون ريال، حصل عليها طارق عبد الرحمن صالح السدحان و5 آخرين من كبار التنفيذيين، وتوجت بالمركز الثامن الشركة السعودية للكهرباء بـقيمة 50.7 مليون ريال حصل عليها خالد بن حمد القنون و4 آخرين، وحصلت شركة بوبا على المركز التاسع، بقيمة 47.8 مليون ريال حصل عليها طل هشام ناظر وآخرين لم تحددهم الشركة، وظفر بالمركز العاشر بنك البلاد بقيمة 47.6 مليون ريال، حصل عليها عبد العزيز محمد العنيزان و6 من كبار التنفيذيين.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال