الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الاقتراح الذي عنونت به هذا المقال، لا شك سيجد فريقين أحدهما معارض وله أسبابه والأخر قد يتوافق معي ومن الممكن أن يطور الفكرة بشئ يثريها. عموما ما دعاني لهذا المقترح وهو أن يكون التداول في سوقنا المالي (طوال 7 أيام في الأسبوع) بحيث لا يتوقف حتى في نهاية الأسبوع مع إمكانية إيقاف التداول طوال العام في 6 أيام فقط هي اليوم الأول والثاني لعيد الفطر المبارك ويوم عرفة في موسم الحج إضافة الى اليوم الأول والثاني لعيد الأضحى المبارك وكذلك في اليوم الوطني الذي يصادف الـ 23 من شهر سبتمبر من كل عام. وعليه فيكون التداول على مدار 359 يوم في السنة.
قد يتساءل أحدكم لماذا هذا المقترح؟ وللإجابة على التساؤل نؤكد ان سوقنا المالي اليوم يعدّ من أهم الأسواق على مستوى العالم ولديه هدف يسعى لتحقيقه وهو ان يكون أحد أهم 3 أسواق على مستوى العالم في غضون 6 سنوات من الآن، كما أن سوقنا وبتشريعاته المحكمة من قبل هيئة السوق المالية خلال الفترة الماضية استطاع أن يضاهي أسواق العالم، هذا من جانب.
الجانب الاخر انه من المفترض أن الأسواق بشكل عام لا تتوقف الأعمال فيها، فالتجارة مثلا بمختلف قطاعاتها ومجالاتها لا تتوقف، اضافة الى ان التقنية الآن تساعد بعكس الماضي التي تحتاج بعض الأسواق لخصوصيتها (التقاط الانفاس). اليوم مثلا يستطيع امريكي يعيش في نيويورك الاستثمار في السوق السعودية وكذلك السعودي يستطيع الاستثمار من هنا في السوق الامريكية او الصينية او اليابانية بفعل التقنية وانفتاح الأسواق.
في رحلتنا لأن نكون من أكبر 3 أسواق أسهم في العالم يجب ان نعي ان علينا ان نكون سوق متميز ليس فقط في تنوع الشركات وعمق السوق واحكام الرقابة ومستوى السيولة، بل علينا ان نضفي امور غير متواجدة في بقية أسواق العالم للأسهم. يجب في رأيي ان نفكر بطريقة مختلفة، ونأتي بما لم يأتي به الآخرون وبما يسهل وينال اعجاب كل من المستثمرين والمضاربين المحليين والأجانب على حد سواء وقد يكون سوقنا مثالا للآخرين يخطون خطواته.
ومن هذا المنطلق، ما المانع ان نكون سوق يتداول فيه المستثمرين 7 ايام في الأسبوع، وعلى مدار العام. البنية التحتية التقنية المتواجدة قي المملكة يمكن لها ان تسمح بذلك بكل سهولة. وبخصوص الموظفين فلا مانع من زيادة اعدادهم وهذا يساهم في تقليل البطالة خصوصا وان كافة الأطراف ذات العلاقة (هيئة سوق المال و تداول وشركات الكابيتال) ستستفيد من عمولات التداول بشكل مباشر متى تم هذا الأمر.
السماح بالتداول على مدار الأسبوع وطيلة السنة، سيزيد من التداولات وسينشط السوق، كما وسيكون عاملا لجذب مزيدا من الأجانب، وسيسمح بمزيدا من التفاعل مع الاحداث الاقتصادية المتغيرة التي قد تطرأ أوقات توقف السوق المعتادة عن العمل.
اذا ما تم هذا الأمر، فسنكون اول سوق في تاريخ أسواق الأسهم على مستوى العالم يقوم بذلك. وهذا في حد ذاته سيكون عامل مهم يلفت لسوقنا انتباه وسائل الاعلام الاقتصادية المهتمة بنا بما يزيد من تعريف المتداولين في العالم بسوقنا. أيضا، سيزيد هذا الامر، متى تم، من اهتمام الشركات بنا وسيكون سوقنا من ضمن الأسواق المهمة لخيارات الطرح لهم حين يزمعون ذلك.
المجال واسع جدا للتفكير بطريقة غير معتادة، ويجب ان يحفز جميع المهتمين للقيام بذلك، سواء مسؤولي هيئة السوق المالية التي تبنوا سابقا أفكار متنوعة وردت لهم من بينها إيجاد سوق نمو مثلا او تداول او شركات الكابيتال او المضاربين والمستثمرين وحتى القائمين على الشركات المدرجة وينبغي الاستعانة أيضا بشركات إدارة الأصول في العالم وشركات التداول الدولية بل وحتى كبار المستثمرين والتجار في العالم.
سنصل الى اكبر 3 أسواق في العالم لا شك في ذلك، ويجب ان نطرح كل ما من شأنه ان نتميز عن أسواق المال في العالم بطريقة واضحة ودون أي تحفظ. سنكون من اكبر 3 أسواق اسهم، الكل يرى ذلك.
نجاحاتنا ولله الحمد في سوقنا المالية محفزة لان نبني عليها بأفكار جديدة للمستقبل في ظل وجود هيئة مشرعة ومتمكنة مثل هيئة السوق المالية او جهة منفذة واستطاعت اكتساب الاحترام مثل تداول او سوق استطاع ان يجتذب شركات كابيتال عالمية أضاف للشركات السعودية، فهل نرى بادرة لهذه الخطوة حتى لو كان استفتاءا؟ ننتظر ونرى.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال