الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قُدِّر حجم الاستثمارات الجريئة والجولات الاستثمارية عالميّاً في الربع الثاني من عام 2024 بأربعة وتسعين مليارًا وثلاثمئة مليون دولار، ويعتبر ذلك تحسناً جيداً عن العام الماضي، لكن ما زال بعيداً عن مستويات عام 2021 القياسية. وتتركز الاستثمارات الجريئة في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها بخمسة وخمسين مليار دولار، تحديداً في مجالات الذكاء الاصطناعي الذي أصبح محل تركيز واهتمام من كثير من الشركات والمؤسسات المالية؛ بسبب حجم السوق المتوقع الكبير نسبياً عن مختلف القطاعات الأخرى.
ويقدر الخبراء الاستثماريون نسبة فشل الشركات الناشئة بحوالي 90 بالمئة من إجمالي الشركات الناشئة، ويقدرون نسبة فشل شركات التقنية المالية بـ 75 بالمئة من إجمالي شركات القطاع في العالم. من أسباب ذلك الفشل الاستعجال بالنظر إلى العوائد المالية عوضاً عن التركيز على الأهداف الاستراتيجية ومواءمتها للقطاع العامل فيه. وحسب صحيفة ول ستريت جورنال، فإن 75 بالمئة من الأموال المستَثْمَرَة في الشركات الناشئة لا تعود إلى المستثمرين. وفقًا لمكتب إحصاءات العمل بالولايات المتحدة، فإن معدل فشل الشركات الناشئة يزداد بمرور الوقت، والنسبة الكبرى من الشركات التي تفشل هي تلك التي يقل عمرها عن 10 سنوات، كما فشل 10 بالمئة من الشركات الناشئة خلال العام الأول من الإطلاق.
من بين التحديات في الاستثمار الجريء طبيعة المنتج ومدى مواءمته للسوق وحجم السوق المستهدف للمنتج. كثير من المشاريع تفشل بسبب عدم مواءمة المنتج، بالإضافة إلى صغر حجم السوق المستهدف؛ ومن ثم يعيق عملية نمو الشركة في السوق كقيمة. يجب أن يركز رائد الأعمال على تطوير نموذج العمل واختباره، حتى لو أدى ذلك إلى إيقاف المنتج؛ بسبب عدم وجود سوقية مناسبة له. كثير من المستثمرين الملائكيين وصناديق الاستثمار يركزون على خلفية وخبرات الفريق، بل قد تكون معياراً أساسياً في قرار الاستثمار، وتحديداً في المراحل الأولية، أو ما يعرف بما قبل البذرة أو الفكرة.
يحتاج الاستثمار الجريء قدرًا كبيرًا من الشجاعة والرغبة والصبر على تحمل المخاطر من المستثمر ورائد الأعمال في الوقت ذاته؛ حيث إن الاستثمار يحتاج إلى استراتيجية ومنهجية واضحة تساعد على نجاح الشركة واستدامة أعمالها في السوق عبر زيادة حصتها السوقية. بعض المستثمرين يضغط على الشركة للوصول إلى الربحية بدون وجود استراتيجية واضحة؛ مما يؤدي إلى تشتت الشركة عن مجال أعمالها؛ ومن ثم فقدان التركيز وتأثر حصتها في السوق. لكن في المقابل، يعتبر الاستثمار الجريء نواة الابتكار في كثير من الشركات، مثل شركة أوبر وكريم في قطاع النقل التشاركي، وشركة بي بال في قطاع المدفوعات، وغيرها من الشركات الرائدة التي أصبحت شركات مليارية في وقت لاحق وتساهم في زيادة الناتج المحلي الاجمالي للدول، وخلق كيانات ذات عائد اقتصادي للدول .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال