الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لماذا كأس العالم، لماذا تتنافس الدول على استضافة هذا المحفل الكروي العالمي، الذي يصاب قطاع عريض من سكان العالم بعد نهاية منافساته كل أربعة أعوام بما سماه الكاتب تركي الدخيل ذات يوم (اكتئاب ما بعد كأس العالم).
هل تسعى الدول لذلك من أجل أن تعرفها شعوب العالم؟ ليس دقيقا ذلك بل غير صحيح على الاطلاق، ألم تسعى الولايات المتحدة لاستضافة مونديال 1994 ونافست حتى المراحل النهائية على بطولة 2022 وخسرتها أمام قطر، هل أمريكا بحاجة أن يعرفها العالم؟! ينطبق أيضا على كوريا (الجنوبية) واليابان عام 2002 والدولتان قد ملأت الدنيا سمعا من بعد الحرب العالمية الثانية بالكمبيوتر والرقائق، ولم تكن لا طوكيو ولا سيؤول بحاجة ليعرفها سكان المعمورة في كل مكان. هل روسيا كانت كذلك تحتاج إلى معرف مثل كأس العالم؟! بل أن الولايات المتحدة استضافت المونديال وكرة القدم ليست الرياضة الأولى فيها، ولازالت حتى اليوم ليست الأولى.. إنه سر المونديال.
هل تحتاج المملكة لتنظيم كأس العالم لتعرف بنفسها وهناك أكثر من مليار شخص يؤمها يوميا خمس مرات، ويحج لها ويعتمر ملايين الأشخاص من أصقاع الأرض كل عام، وهل تحتاج أن تعرف بنفسها وهي ميزان الطاقة العالمي (النفط) الذي لازال حتى اليوم يوفر أكثر من نصف حاجة العالم للطاقة، والمملكة توفر حصة كبيرة، وهي ضمن أكبر 20 اقتصادا في العالم G20 والآن تقدم للعالم رؤية عملاقة لا تؤثر على المحيط فحسب بل حول العالم.
هل نتفق الآن أن استضافة كأس العالم ليس لها علاقة بالتعريف بالدولة، فهناك دول لم تستضف المونديال وسمعتها في أصقاع الأرض لجهة الاقتصاد أو السياسة أو الإنتاج الثقافي.
إذن لماذا كأس العالم لكرة القدم هذه اللعبة وبدعم من القيادة التي تشير إحصاءات إلى أن 4 مليارات شخص من سكان العالم يرتبطون بها ممارسة أو تقديم خدمات تتعلق بها مباشرة وغير مباشرة أو على أقل تقدير متابعة، أي تقريبا نصف سكان العالم (50%)، هذا الرقم يرشح دائما للارتفاع كل أربعة أعوام. إذن كأس العالم ليست كرة قدم فحسب بل ثقافة ورسالة سلام للبشر، أليست كرة القدم تحديدا هي خيار سلمي للحروب، فيها منتصر وخاسر دون إراقة دماء، فيها درجة عالية من الوطنية، لا تشكل الألعاب الفردية حافزا عاليا بل ربما معدوما نحو تأكيد أو تعزيز المواطنة، وهو ضئيل في بقية الألعاب الجماعية كالسلة والطائرة، لكنه يتجسد في كرة القدم، وهذه واحدة من أسرار المستديرة وكأس العالم.
بعد ذلك..لماذا تنوي السعودية استضافة كأس العالم وقد قطعت شوطا كبيرا في هذا فيما يبدو أن الأمور محسومة لصالح الرياض، استنادا إلى ملف مكتمل ودعم ورؤية تعيد تخليق البلد، انطلاقا من تاريخه العريق وجغرافيته المميزة..لماذ تنوي الاستضافة؟
-الأحداث الكبيرة تصنع خبرات عميقة، من هنا حتى حلول 2034 ثم شهر الاستضافة، سيكون لدى المملكة خبرات جديدة في نشاط جديد، في جوانب تأهيل القوى البشرية وسرعة إنجاز البنى التحتية، وسرعة اتخاذ القرارات وآلية التفاوض والحوار والترتيب والتدبير.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال