الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أثارت المناظرة التنافسية بين الرئيس السابق دونالد ترمب ونائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس (10 سبتمبر 2024) العديد من التساؤلات حول مدى أهلية كل منهما لتولي رئاسة الولايات المتحدة، بعد إشارة هاريس على عدم أهلية ترمب للرئاسة لأسباب قانونية، بينما صعّد ترامب هجومه على سياسات إدارة بايدن وهاريس، ومدافعًا عن سجله الاقتصادي السابق ومتعهدًا بإعادة “أمريكا العظيمة”، وبينما يتناولون القضايا المحلية والدولية الحساسة، والتي ستؤثر على توجهات الناخب الأمريكي، يظل السؤال هو ماذا في جعبتهم لأسواق النفط والمال العالمية.
دونالد ترامب بنى قاعدة شعبية لا يستهان بها بفضل سياسته الاقتصادية التي تتمحور حول تقليل الضرائب وتخفيف القوانين واللوائح التنظيمية، مما ساهم في تعزيز الأرباح والنمو للشركات الكبرى في الولايات المتحدة، وهذا يجعله الخيار المفضل لأسواق المال والبورصة، كما أن دعمه للإنتاج النفطي وتخفيف القيود البيئية يعتبر موضوعاً حيويًا لتعزيز الاقتصاد التقليدي، وبالطبع هذه الأسواق لا تهمل الجانب الجيوسياسي، وهنا تتميز سياسات دونالد ترمب بقدر جيد من المرونة في تعاملاته خاصة مع روسيا والصين، مما يبعث على التفاؤل في موسكو بينما يثير القلق في بكين، لا سيما في ظل الحرب التجارية السابقة التي خاضها ترامب مع الصين.
في المقابل، قدمت كامالا هاريس – أثناء المناظرة – رؤية بديلة تمامًا، فبجانب التركيز على التحديات الاجتماعية مثل الرعاية الصحية وحقوق المرأة، أكدت على دعم التحول نحو الطاقة المتجددة، وهذه السياسات قد تثير قلق القطاع النفطي التقليدي، لكنها في ذات الوقت تفتح آفاقًا جديدة للاستثمار في الطاقة المستدامة، وهو ما يعتبره الكثيرون ضروريًا لمواجهة التغير المناخي، وعلى الصعيد الدولي، يُتوقع أن تتبنى هاريس سياسة خارجية أكثر تقليدية وتعاونًا مع الحلفاء الغربيين، مما قد يزيد من حدة التوترات مع الدول مثل روسيا والصين وبعض دول الشرق الأوسط، فضلاً عن فرض ضغوط على دول عديدة فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان.
ستظل أسواق النفط تراقب بحذر – في الأيام القادمة – سجال ترامب وهاريس، نظرًا للتأثير الكبير الذي قد يحدثه كل منهما على سياسات الطاقة، فالمرشح الرئاسي ترمب يُعتبر أكثر تأييدًا لصناعة النفط التقليدية، حيث يؤيد زيادة الإنتاج وتقليل القيود التنظيمية على شركات الطاقة، وهذا النهج يعتبر إيجابيًا بالنسبة لأسعار النفط لأنه يركز على العرض وزيادة الصادرات، وفي المقابل فإن المرشحة الرئاسية هاريس تفضل التحول إلى الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما قد يثير قلق المستثمرين في قطاع النفط.
أما أسواق المال، فستنظر إلى ترمب وهاريس دائما من منظور تأثير السياسات الاقتصادية لكل منهما، ويظل ترمب الخيار المفضل للأسواق المالية، نظرًا لسياسته المؤيدة لخفض الضرائب وتقليل القيود على الشركات، مما يعزز أرباح الشركات ويزيد من جاذبية الأسهم الأمريكية للمستثمرين، وبالتالي يعزز النمو على المدى القصير، بينما سياسات هاريس قد تثير قلق الأسواق بسبب التوجه نحو زيادة التنظيمات والضرائب على الشركات الكبرى، ما قد يؤثر على الأرباح قصيرة المدى، ومع ذلك، قد تفتح هذه السياسات الأبواب أمام نمو قطاعات جديدة تحت ما يعرف بالاقتصاد الأخضر.
عموما، الفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية سيتوقف على مدى قدرة كل منهما على إقناع الناخب الأمريكي المتردد في الولايات الحاسمة بأنه الأنسب لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه البلاد.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال