الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في عالمنا المتسارع والمتغير باستمرار، وفي بيئة نؤثر بها وأيضا نتأثر بها، أصبح من الضروري أن يكون لقادة اليوم القدرة على التفكير بطرق إبداعية وابتكارية لمواجهة التحديات المعقدة وتحقيق النجاح المستدام. إن التفكير القيادي الإبداعي والابتكاري لا يقتصر فقط على إيجاد حلول جديدة للمشكلات، بل يشمل أيضًا القدرة على رؤية الفرص في الأزمات، وتطوير استراتيجيات مبتكرة، وتحفيز الفرق على تقديم أفضل ما لديهم.
القادة الذين يتبنون هذا النمط من التفكير يتميزون بقدرتهم على الخروج عن المألوف، والتفكير خارج الصندوق، واستشراف المستقبل بعيون متفائلة ومبدعة ويبثون الطاقة الإيجابية في محيطهم. فهم ليسوا مجرد مديرين ينفذون الخطط، بل هم ملهمون يقودون فرقهم نحو تحقيق رؤى طموحة وأهداف بعيدة المدى.
وهناك عدة أنماط للتفكير الإبداعي والابتكاري وتتضمن عدة جوانب، منها التالي:
– التفكير المتشعب (Divergent Thinking)، وهذا النمط يشمل توليد أفكار متنوعة ومختلفة لحل مشكلة معينة. يتميز بالمرونة والانفتاح على أفكار جديدة وغير تقليدية.
– التفكير المتقارب (Convergent Thinking)، وهو التفكير الذي يهدف إلى إيجاد الحل الأمثل أو الأكثر منطقية لمشكلة معينة من بين الأفكار المتاحة. يركز على التحليل والتقييم.
– التفكير الجانبي (Lateral Thinking)، ويعتمد على إعادة صياغة المشكلة من زوايا مختلفة وغير تقليدية للوصول إلى حلول مبتكرة. يتطلب هذا النمط من التفكير القدرة على رؤية الأمور من منظور جديد.
– التفكير التحليلي (Analytical Thinking)، ويتضمن تقسيم المشكلة إلى عناصرها الأساسية وتحليل كل عنصر بشكل منفصل للوصول إلى فهم أعمق وأدق.
– التفكير النقدي (Critical Thinking)، ويركز على تقييم الأفكار والحلول بناءً على معايير معينة، مثل المنطق والدقة والموثوقية.
– التفكير الخيالي (Imaginative Thinking)، ويعتمد على استخدام الخيال والإبداع لتصور أفكار وحلول جديدة وغير مسبوقة.
كل هذه الأنماط تساهم في تعزيز القدرات الإبداعية والابتكارية للفرد، وتساعد في إيجاد حلول مبتكرة للمشكلات المختلفة.
وهناك العديد من القادة الذين نجحوا في تطبيق أنماط قيادية فعالة في حياتهم المهنية. على سبيل المثال، ستيف جوبز، حيث كان معروفًا بنمط القيادة التحفيزية والإبداعية. كان يشجع فريقه على التفكير خارج الصندوق ويحفزهم على تقديم أفضل ما لديهم. هذا النمط ساعد شركة أبل على تحقيق ابتكارات غير مسبوقة في مجال التكنولوجيا. أيضا إيلون ماسك، حيث يعتمد على نمط القيادة التحويلية. يركز على إلهام فريقه لتحقيق أهداف طموحة وتقديم حلول مبتكرة. أسلوبه في القيادة ساهم في نجاحات شركات مثل تسلا وسبيس إكس. كذلك أنجيلا ميركل، واستخدمت نمط القيادة التشاركية. كانت تشجع على الحوار المفتوح واتخاذ القرارات الجماعية، والعمل الجماعي التشاركي، مما ساعدها في قيادة ألمانيا بنجاح خلال فترات الأزمات.
وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يعتبر قائد تمكيني جمع بين القيادة بالعلاقات، القيادة بالإنجازات، القيادة التحويلية، والقيادة التمكينية التي تجمع كل الأنماط القيادية، حيث القيادة التمكينية أساس للتفكير القيادي الإبداعي والابتكاري، ورؤية 2030 انطلقت على أساس التفكير الإبداعي والابتكاري وعززت من أنماط التفكير القيادي الإبداعي والابتكاري وأصبح هذا جزء لا يتجزأ من الرؤية الوطنية.
ونختم مقالنا ببعض النصائح والأدوات للقادة الطموحين، ونجد أنها تكمن في التالي: –
– التعلم المستمر من خلال قراءة الكتب وحضور الدورات التدريبية في مجال الادارة والقيادة.
– التواصل الفعال من خلال تطوير مهارات التواصل والاستماع الفعال.
– المرونة والتكيف، ونقصد به القدرة على التكيف مع التغييرات والمستجدات.
– بناء فرق عمل قوية، واختيار أعضاء الفريق بعناية وتشجيع التعاون بينهم.
– التفويض الفعال، وتوزيع المهام بفعالية وثقة من أجل التمكين.
هذه النصائح يمكن أن تساعد القادة الطموحين على تطوير مهاراتهم وتحقيق نجاحات في حياتهم المهنية من خلال التفكير القيادي الإبداعي والابتكاري.
دمتم بخير…
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال