الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز قطاع السياحة، ويمكن لرياضة الرماية أن تكون جزءًا رئيساً من عروض السياحة الفاخرة والتي فيها مغامرة (الصيد والرماية المستهدفة)، خاصة أن رياضات الرماية تحظى بشعبية كبيرة بين السياح على مستوى العالم، فهل يمكن لميادين الرماية الراقية ومراكز الصيد والمرافق ذات الصلة أن تجذب الزوار خاصة الأثرياء، مما يساهم في عائدات السياحة، وماذا عن مردود هذا التوجه على رياضة الرماية السعودية مستقبلا؟
يشهد سوق ميادين الرماية نموًا ملحوظًا عالميا خاصة في الولايات المتحدة وكرواتيا والتشيك والصين وتايلاند وروسيا والهند وجنوب إفريقيا، ففي عام 2023 قُدِّرت قيمة هذا السوق بنحو 1.3 مليار دولار أمريكي ومن المتوقع أن تصل إلى 2.4 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، وهذا يعني معدل نمو سنوي مركب (CAGR) يبلغ حوالي 8%، وهذا القطاع (رياضات الرماية والأسلحة النارية) يمكن له أن يساهم في جوانب مختلفة من التنويع الاقتصادي والسياحة الثقافية ضمن سياق أهداف المملكة بموجب رؤية 2030.
سياحيا، تعتبر الرماية من النشاطات التي تحظى بشعبية كبيرة على مستوى العالم، وافتتاح مراكز رماية متطورة في مناطق المملكة المختلفة التضاريس يمكن أن يجذب عشاق هذه الرياضة من الداخل والخارج، فهناك فئة عريضة من الذين ينجذبون إلى تجربة الرماية في بيئة آمنة ومجهزة تجهيزًا عاليًا، مما يعزز من جاذبية المملكة كوجهة سياحية متنوعة، وهنا أيضا يمكن لسياحة الرماية أن تكون وسيلة لتنمية المناطق الريفية والصحراوية من خلال إنشاء نوادي ومراكز رماية في تلك المناطق، مما يؤدي إلى جذب الزوار لها وتطوير البنية التحتية فيها.
صناعيا وتجاريا، مراكز الرماية بشكل احترافي يمكن أن تخلق فرص عمل جديدة في مجالات التدريب والإشراف، وإدارة المرافق، كما يمكن أن ينتج عنه نمو في الصناعات والمعدات الرياضية المحلية مما يرفع من العوائد الاقتصادية، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال، تشكل السياحة المتعلقة بالرماية والصيد جزءًا من الاقتصاد المحلي لبعض الولايات مثل تكساس ونيفادا، وكرواتيا في أوروبا التي تعتمد بشكل كبير على سياحة الرماية والصيد لجذب السياح المهتمين بهذا المجال.
رياضيا، أندية الرماية لها أهمية كبيرة في اكتشاف وتطوير الرماة الرياضيين، فمن خلالها يمكن الوصول إلى شرائح واسعة من المجتمع بغية اكتشاف المواهب الواعدة، وتوفير الموارد وتقديم تقنيات التدريب المتقدمة التي ستسهم في تحسين الأداء وزيادة مستوى الاحترافية، وهو أمر ضروري لتحقيق الأداء العالي، ومع انتشار أندية الرماية في مختلف المناطق يمكن زيادة الوعي بهذه الرياضة وتشجيع المشاركة فيها، مما يعزز من فرصة بناء قاعدة قوية من الرياضيين لدعم مكانة المملكة في المحافل الرياضية العالمية، ويمهد الطريق لمشاركة أقوى في البطولات الدولية والأولمبية.
الرماية جزءٌ أصيلٌ من الموروث العربي السعودي، والحفاظ عليه وتقديمه للأجيال الشابة بطريقة حديثة وآمنة سيربط بين القيم التقليدية والممارسات الحديثة مما يعزز من روح الانتماء والفخر الوطني، ومن جانب آخر هي رياضة قادرة على أن تلعب دورًا هامًا في دعم السياحة النوعية في المملكة من خلال جذب فئة جديدة من السياح وخلق فرص عمل جديدة، ومنها استكشاف ودعم المواهب الرياضية الوطنية لتمثيل الوطن في رياضة الرماية، وإقامة المسابقات المحلية والإقليمية والدولية، وكل هذا سيساهم في دعم عملية تنويع مدخولات الاقتصاد الوطني بعيداً عن الاعتماد على النفط.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال