الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعد القيادة التمكينية من المفاهيم الحديثة التي اكتسبت اهتمامًا واسعًا في مجالات الإدارة والتنمية البشرية الحديثة. في عالم الأعمال المعاصر، الذي يتسم بالتغيرات الجذرية السريعة والتحديات المتزايدة، أصبحت الحاجة إلى قادة متمكنين وقادرين على التكيف والابتكار أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. القيادة التمكينية لا تقتصر فقط على توزيع المهام وإصدار الأوامر، بل تتجاوز ذلك إلى بناء بيئة عمل تدعم النمو الشخصي والمهني للأفراد، وتعزز من قدراتهم على اتخاذ القرارات وحل المشكلات بكفاءة وفعالية.
تهدف القيادة التمكينية إلى خلق ثقافة تنظيمية تحتضن التعاون والتفاعل الإيجابي بين جميع أعضاء الفريق والعمل بروح الفريق الواحد. من خلال توفير الأدوات والموارد اللازمة، وتقديم الدعم المستمر، يمكن للقادة أن يساهموا في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة بطريقة أكثر كفاءة وفعالية. كما أن القيادة التمكينية تركز على تطوير المهارات القيادية للأفراد، مما يعزز من قدرتهم على تحمل المسؤوليات واتخاذ المبادرات التي تساهم في تحسين أداء الفريق ككل، وزرع فيهم حس المسؤولية الاجتماعية والعمل التطوعي.
القيادة التمكينية هي نوع من القيادة التي تركز على تمكين الأفراد داخل المنظمة والعمل بمنظومة مؤسسية، مما يمنحهم الثقة والموارد اللازمة لتحقيق النجاح. أن الأسس النظرية للقيادة التمكينية بمفهوم حديث ومتقدم تحتوي على عدة مفاهيم رئيسية، ومن هذه الأسس الثقة وتفويض المسؤولية، والقادة التمكينين يثقون في قدرات فرقهم ويفوضون المسؤوليات بشكل كفء وفعال. أيضا من الأسس التواصل الفعال، حيث ان التواصل المفتوح والصريح هو أساس بناء الثقة وتعزيز التعاون، ومن أهم الأسس التدريب والتطوير، حيث القادة التمكينين يستثمرون في تطوير مهارات فرقهم من خلال التدريب والتعلم المستمر بشغف. كذلك التحفيز والإلهام، حيث القادة يقدمون الدعم والتحفيز اللازمين لإلهام فرقهم لتحقيق الأهداف المشتركة.
أيضا هناك أمثلة عملية وتجارب ناجحة، ومن هذه التجارب نجد أن جوجل تعتمد على نموذج القيادة التمكينية من خلال تشجيع الابتكار وتفويض الصلاحيات لموظفيها، مما أدى إلى تطوير منتجات مبتكرة مثل Gmail وGoogle Maps. كذلك شركة Zappos تعتمد هذه الشركة على تمكين موظفيها لاتخاذ قرارات تخدم العملاء بشكل أفضل، مما ساهم في بناء ثقافة مؤسسية قوية وتركيز كبير على رضا العملاء.
لكن هناك تحديات، والتحديات تكمن في كيفية التغلب عليها ومن هذه التحديات المقاومة للتغيير، ويمكن أن يواجه القادة التمكينين مقاومة من الأفراد الذين يفضلون الهياكل التقليدية. للتغلب على ذلك، يجب على القادة توضيح فوائد التمكين وتقديم الدعم اللازم خلال فترة الانتقال. أيضا من التحديات نقص المهارات، قد يفتقر بعض الأفراد إلى المهارات اللازمة لتحقيق النجاح. يمكن التغلب على هذا التحدي من خلال توفير التدريب والتطوير المستمر، والعالم يحتاج إلى مهارات متقدمة، والشهادات أصبحت غير كافية. كذلك من التحديات عدم وضوح الأدوار، ويمكن أن يؤدي التفويض غير الواضح إلى ارتباك. من المهم تحديد الأدوار والمسؤوليات بوضوح لضمان تحقيق الأهداف.
وسمو الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – من القادة التمكينين، حيث سموه يُعتبر مثالاً يحتذى به في القيادة التمكينية في المملكة العربية السعودية وعلى مستوى عالمي. من خلال رؤية 2030، قام بتمكين أبناء وبنات الوطن من خلال توفير الفرص التعليمية والمهنية، وعزز من التعلم المستمر وتنمية القدرات البشرية، وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال. هذه السياسات التمكينية ساهمت في تحقيق تقدم كبير في العديد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية في المملكة، وجعلت هذا النمط من القيادة الحديثة شيئا بارزاً على مستوى عالمي ونموذج يحتذى به في القيادة التمكينية، وفي علوم الإدارة والقيادة الحديث.
أصبحت القيادة التمكينية محل اهتمام الخبراء الدوليين في عصرنا الحالي، والقيادة التمكينية جمعت بشكل ديناميكي بين جميع أنماط القيادة والمتمثلة في القيادة بالعلاقات، القيادة بالإنجازات، والقيادة التحويلية. واليوم أصبح العالم يهتم بالقيادة التمكينية كنمط حديث جمع كل الأنماط القيادية في عصر التحول غير المسبوق له.
ويسعدنا بأن نتقدم للقيادة الرشيدة والشعب السعودي النبيل أجمل التهاني باليوم الوطني السعودي 94 ” نحلم ونحقق ” ودام عزك يا وطن.
دمتم بخير،،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال