الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في مقابلة مع صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” صرح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف، إن المملكة “ستجرب دائما أشياء جديدة وستظل منفتحة على الأفكار الجديدة”، مشددا على أن المملكة ستعمل على عدم “الخلط بين السياسة والتجارة”، وأضاف بأن السلطات السعودية منفتحة على تطبيق أدوات اقتصادية جديدة، بما في ذلك استخدام “البترويوان” في التسويات المتبادلة.
استمرار القطب النقدي الواحد أسهم كذلك في تعزيز القطب العسكري والسياسي بشكل كبير ولم يخدم المصلحة الدولية، ومكَّن الولايات المتحدة الأمريكية في فرض العقوبات من مجموعة البترودولار على العديد من الدول حول العالم، واستمرار هيمنة الدولار ليست قدراً مقدراً على العالم، ويمكن استبداله بأي عملة متى ما نضجت الظروف.
لهذا السبب تتظافر جهود الدول لإيجاد النظام البديل، ولكن موضوع التحول من البترودولار إلى البترويوان أو أي نظام دولي بديل ليس مسألة سهلة، بل هو تحول يحتاج إلى مخاض دولي عسير.
وكما يبدو أيضا أن المملكة العربية السعودية لا ترغب في دفع تكاليف إضافية خلال تبادلها التجاري مع الصين، وكذلك الكثير من أعضاء مجموعة أوبك + ومجموعة الاوابك ، ودور السعودية مهم في تقويض هيمنة البترودولار لما لها من ثقل في المجموعتين، وكل ما تحتاجه إلى قرار مسؤول وتحمل مسؤوليته.
وتشير المؤشرات استخدام العملات الدولية بأن استخدام اليوان في سوق البترول والغاز ما زال محدوداً ولا يؤثر بشكل كبير على الدولار، ما زالت نسبة اليوان المحتفظ به لدى البنوك المركزية العالمية قليلة جداً، وقد يستغرق الأمر سنوات قبل أن ينمو اليوان لمستوى منافسة الدولار الأمريكي ، كما أن اليوان لا يتمتع بالمرونة أو الحرية في التحويل، وسوق ديونه ليست عميقة ولا يتمتع بالسيولة الكافية لتحدي أي من العملات الدولية الرئيسية الأخرى، كاليورو والين الياباني، ناهيك عن الدولار، إلا أن خطوات الصين من شأنها إثارة قلق الولايات المتحدة التي تتابع عن كثب التمدد الصيني بمناطق نفوذها التقليدية ، ولكن إذا قررت دول الخليج وخصوصاً السعودية استخدام اليوان في التجارة البينية مع الصين فهذا الأمر سيحدث فرقاً في أسواق النفط العالمية، وسيعطي لليوان الصيني روحا ً وقوة جديدة.
ولا شك ان تخلت السعودية، أكبر مُصدِّر للنفط عالمياً بمتوسط 7.5 ملايين برميل يومياً، عن تسعير النفط بالدولار واتَّجهت إلى اليوان، وفعلت قطر الشيء نفسه مع غازها المسال، سيشكل ذلك ضربة للدولار تهدد بكسر هيمنته على سوق العملات الدولية، وتكمن جدية هذا الأمر في أن الصين أكبر مستورد للنفط والغاز في العالم وثاني أكبر مستهلك لهما، بينما السعودية تعد أكبر مصدِّر له، وقطر ثاني أكبر مصدر للغاز المسال.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال