الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مؤخرا، قام وفد منظومة الصناعة والتعدين السعودي برئاسة وزير الصناعة والثروة المعدنية، الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف، بزيارة رسمية إلى الصين، حيث شملت الزيارة المناطق الصناعية المتقدمة، بما في ذلك مدينة قوانغتشو ومنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة. هدفت هذه الزيارة إلى استكشاف فرص التعاون بين البلدين في المجالات الصناعية الرئيسية، بما في ذلك السيارات الصديقة للبيئة والأتمتة والحلول التكنولوجية، بالإضافة إلى تعزيز الشراكة القائمة على الاستثمارات ذات الجودة العالية والتنمية المستدامة والتنويع الاقتصادي، خاصة في القطاعات الصناعية الاستراتيجية. تأتي هذه الزيارة كجزء من الجولة الاقتصادية لمعالي الوزير في شرق آسيا، التي تشمل أيضا سنغافورة، مما يؤكد التزام السعودية الثابت بدعم رؤيتها الصناعية من خلال التعاون الدولي.
وفي إطار “رؤية 2030″، تلتزم المملكة العربية السعودية بالنمو الاقتصادي وتنويع القاعدة الاقتصادية، مما يجعل السعودية مركزا صناعيا عالميا وقوة تصنيعية متقدمة، حيث تولي اهتماما كبيرا بتطوير صناعة السيارات الكهربائية، وتسعى جاهدة لاحتلال مكان على مسار الطاقة المتجددة العالمي. وفي عام 2022، أطلقت الحكومة السعودية استراتيجية وطنية للسيارات الكهربائية، بالإضافة إلى زيادة الحصة السوقية للسيارات الكهربائية، قدمت الحكومة السعودية أيضا سلسلة من الحوافز للمستهلكين لشراء السيارات الكهربائية، بما في ذلك التخفيضات الضريبية والإعانات. وأكد معالي الوزير أستاذ الخريف على توجه المملكة لأن تكون مركزا عالميا لإنتاج المركبات الكهربائية، واستهدافها تطوير صناعة المركبات الكهربائية لإنتاج 500 ألف مركبة كهربائية سنويا بحلول عام 2030، في إطار الالتزام بتوطين سلسلة القيمة بأكملها، وتطوير البنية التحتية لصناعة السيارات الكهربائية في السعودية، وأن تصبح مركزا لتصديرها.
وتعد الصين الدولة الرائدة عالميا في تصنيع المركبات الكهربائية، حيث تتمتع بسلسلة كاملة من صناعة المركبات الكهربائية وخبرة وتكنولوجيا غنية في مجالات البطاريات وتصنيع المركبات والتحكم الذكي. وفي إطار إيمان الصين بأن السيارات الكهربائية هي صناعة عالمية، وأن تقسيم العمل والتعاون فقط هو الذي يمكن أن يحقق المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين، والمنافسة العادلة فقط هي التي يمكن أن تؤدي إلى التقدم التكنولوجي. وخلال هذه الزيارة، أجرى الوفد السعودي مناقشات متعمقة مع شركات صينية رائدة، مثل مجموعة (GAC Group) لصناعة السيارات، وشركة جنرال ليثيوم لتصنيع بطاريات السيارات وشركة معدات مينو المحدودة، حول تقنيات البطاريات وإنتاج السيارات الكهربائية. من خلال تبني التكنولوجيا المتقدمة الصينية، ستتمكن السعودية من تسريع توطين إنتاج السيارات الكهربائية وتعزيز تطوير وسائل النقل المستدام.
وقد أظهرت الاستراتيجية الوطنية للصناعة للمملكة العربية السعودية وترويج الصين لمسار التصنيع من الطراز الجديد قدرا كبيرا من التوافق والتكامل بين البلدين. ويولي الطراز الجديد للتصنيع في الصين أهمية كبيرة للتصنيع الذكي والابتكار التكنولوجي وتحديث السلسلة الصناعية. وحققت الصين إنجازات ملحوظة في مجالات الذكاء الاصطناعي والمعدات الذكية والأتمتة وغيرها من المجالات، وتطبق هذه التقنيات على نطاق واسع في الإنتاج الصناعي لتعزيز التحول الرقمي والذكي للصناعة التحويلية. كما يهتم طراز التصنيع الجديد في الصين بالتنمية الخضراء، مع التركيز على الحفاظ على الطاقة وخفض الانبعاثات والاقتصاد المنخفض الكربون. وتتمتع الصين بخبرة غنية في مجالات مثل الطاقة الخضراء وتكنولوجيا حماية البيئة والمركبات الكهربائية، وتعتبر التنمية المستدامة هدفا أساسيا للتنمية الصناعية. ويؤكد الطراز الجديد للتصنيع في الصين أيضا على التكامل في السلسلة الصناعية العالمية، وتوسيع نفوذها في الصناعة التحويلية العالمية من خلال التعاون الدولي، ومساعدة الشركاء على تحقيق التحديث الصناعي.
لطالما كانت الصين شريكا رئيسيا للسعودية في مجال الصناعة، وتأتي زيارة معالي الوزير أستاذ الخريف إلى الصين لتبرز الرؤية العالمية التي تتبناها السعودية في إستراتيجيتها الصناعية. من المتوقع أن يتعمق التعاون بين البلدين في المستقبل، مما يدفع نحو تحقيق التنمية المستدامة والابتكار الصناعي على مستوى العالم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال