الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في واقعة نادرة، قامت المملكة العربية السعودية بنقل ثلاث طائرات ضخمة من جدة إلى الرياض عن طريق البر، مما أثار تفاعلاً اجتماعياً واسعاً واحتفالاً شعبياً في المدن التي مرت بها الطائرات. هذه التجربة الفريدة استمرت على مدى أسبوعين، حيث تحولت عملية النقل إلى كرنفال وفعالية ترفيهية شارك فيها جميع فئات المجتمع.
منذ اللحظة الأولى لانطلاق الطائرات من جدة، شهدت المدن التي مرت بها الطائرات احتفالات شعبية كبيرة. تفاعل الناس من مختلف الطبقات الاجتماعية، حيث خرجوا إلى الشوارع لاستقبال الطائرات والتقاط الصور ومقاطع الفيديو. وقد ساهمت هيئة الترفيه، ممثلة في رئيسها تركي آل الشيخ، في تعزيز هذا التفاعل من خلال تقديم جوائز وهدايا ثمينة لأجمل الصور ومقاطع الفيديو التي توثق الحدث.
بفضل الأسلوب الذكي الذي تعامل به رئيس هيئة الترفيه، تم تحويل مشروع نقل الطائرات إلى جزء من موسم الرياض، حيث تم تحويل الطائرات إلى مطاعم جذابة. هذا التحول لفت انتباه الشارع السعودي، حيث خرج الناس إلى الشوارع وهم في غاية الفرح والسرور، مما جعل من هذا الحدث كرنفالاً قلما يحدث في الشارع السعودي.
من المعروف ان الطائرات التي تم نقلها من جدة الى الرياض هي من طراز بوينج 777 – 200 ER كانت تستخدم في الرحلات المحلية والدولية، كما تعتبر من الطائرات الكبيرة والمكلفة، وتتراوح أسعارها وهي جديدة بين 320 و350 مليون دولار ، ومع ذلك، الطائرات التي تم نقلها مستعملة، مما يعني ان قيمتها السوقية قد تكون اقل بكثير، خاصة اذا كانت قديمة او تحتاج الى صيانة كبيرة، ويمكن تقدير قيمة الطائرة ما بين 50 الى 100 مليون دولار اعتمادا على حالتها وصيانتها، وهذا يعني ان نحو 200 الى 250 مليون دولار كانت تسير في شوارع ومدن السعودية.
لم يقتصر تأثير هذا الحدث على الجانب الترفيهي فقط، بل أنعش بشكل لافت اقتصاديات قطاع التجزئة، وخاصة المشروبات والوجبات وبيع العصائر على مر الطريق. كما أنعشت سوق الملابس التراثية وأيقظت لدى الناس هواية التقاط الصور ومقاطع الفيديو. هذا الحدث أظهر لنا التخطيط المسبق للمهندسين والفنيين والسائقين وفريق الخدمات اللوجستية، حيث تم نقل قطع الطائرات على شاحنات كبيرة باستخدام طرق سالكة.
ربما لا يعرف الشارع السعودي ان تجربة نقل الطائرات من جدة الى الرياض كانت مليئة بالتحديات واللحظات المثيرة. حيث تم التخطيط لهذه العملية بدقة عالية، اذ تم تفكيك الطائرات الى أجزاء لتسهيل نقلها عبر البر. فرق متخصصة من المهندسين، ولعل نقل طائرات عبر البر لمسافة تقارب ألف كيلو متر كان يتطلب تنسيقا دقيقا لتجنب المرور عبر الانفاق والجسور التي قد تعيق الحركة، واختيار الطرق السالكة، وضمان سلامة الطائرات خلال الرحلة. وتفاعل غير مسبوق للمجتمع السعودي مع الحدث، كما شهد أكبر عملية توثيق بالصور ومقاطع الفيديو وبطريقة إبداعية، مستخدمين تقنيات التصوير الجوي والدرونز والكاميرات الحديثة.
أظهر هذا الحدث عدة معاني، من بينها أن المسؤول الأول استطاع بموهبة إدارية أن يحول حدثاً عادياً إلى حدث مهم، وأشرك بذكاء كل المجتمع وجعلهم يشاركون وهم مسرورون. كما أظهر الحدث أن صناعة الترفيه تحتاج إلى لمسات ومهارة من المنظمين لتحويل أي فعالية إلى حدث مهم يشارك فيه كل الناس بدون أي تكاليف أو تذاكر.
تظل تجربة نقل الطائرات من جدة إلى الرياض عبر البر لم تكن مجرد عملية نقل عادية، بل كانت كرنفالاً وطنياً شارك فيه الجميع، وأظهر لنا كيف يمكن تحويل الأحداث العادية إلى فعاليات ترفيهية تساهم في تعزيز التفاعل الاجتماعي والاقتصادي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال