الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كل عام تحل فيه ذكرى اليوم الوطني السعودي الموافق 23 سبتمبر، يزيد رصيد الوطن لدى مواطنيه ذكورا وإناثا بمختلف أعمارهم، ذلك استنادا إلى معطيات عديدة تنزل منزلة الحقيقة حتى باتت داخل العقل الجمعي… أولها قيادة متتالية رشيدة تجنب الوطن في أحلك التحديات مخاطر مجاورة ومتسعة وهشيم، ثم منجز يمنح (الشرعية)، ينعكس ذلك في تنمية لا تتوقف في مناطق الوطن حتى مع تراخي النمو الاقتصادي أحيانا منذ 94 عاما، وصولا إلى مشروع رؤية جبارة إن صح التعبير باتت لدى الكثير في الجوار والعالم دليلا يحتذى به.
قطعا التاريخ محفوظ بل يجب أن يحفظ دور (الأباء المؤسسين) الذين قادهم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن لتأسيس هذه الدولة لتضرب مثلا في الوحدة وتتحول مع (متوالية التاريخ) إلى حقيقة وليست بديلا يقبل طرح بدائل أخرى.
هذا التاريخ يجب أن يكون حاضرا… لكن ما نحن في حضرته الآن يبنى على التاريخ لكنه يستدعي واقع الأمر، يتكرر: بقى التاريخ درسا وعبرا، لكن هناك ما هو ضروري الاستدعاء، فوفق إحصاءات الهيئة العامة للإحصاء لعام 2022 وصلت نسبة السعوديين الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا إلى 72%، وبأكثر دقة أكثر من 95% من المواطنين السعوديين مولود في عهد الدولة (المملكة العربية السعودية).
هذه الحقائق التي تفرضها سيرورة التاريخ، تفرض حقائق أو قياسات تالية تستوجب المناولة، ثمة أهمية بين قراءة التاريخ واستعراض الواقع.
الحقيقة التي تفرض نفسها الآن أن كل مواطني المملكة ولدوا في عهدها، جاءوا للدنيا وهذا الوطن موجود كحقيقة وليس كمشروع، بالتالي تاريخ التأسيس يجب أن يحضر كسيرورة وليس كضرورة وكبديل.
الحقيقة هي ترسيخ الوطن كحقيقة تاريخية وليس تاريخ حقيقي فقط. نركن إلى البيعة والعقد الاجتماعي وسياسة العلاقة بين القيادة والمواطن وهي مقومات ذات بعد ثقافي لطبيعة المجتمع، لكن ثمة عوامل أخرى تمنح الوطن شرعية للأجيال الجديدة التي تملك رؤي وخلفيات ومعلومات تختلف عن الأجيال السابقة، مثل ذلك شرعية المنجز الذي تحقق للوطن على يد هذه القيادة.
لا يمكن أن أقول لأولادي المولودين في الألفية الجديدة، أن هذا الوطن بديل للشتات، لأنهم لن يستوعبوا (ماذا يعني الشتات)، بل الوطن يجب أن يكون أمامهم منجز وأمن ووظيفة واستثمار وفرص … هذا الوطن الذي يقدم لهم… وهو يحدث.
الملخص: وطن لم يعد بديلا للشتات، بل حقيقة للمستقبل برؤية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال