الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تخضع شركة سوبر ميكرو كمبيوتر للتحقيق من قبل وزارة العدل الأمريكية، عقب تقرير نقدي صادر عن شركة هيندينبرغ للأبحاث، التي تُعرف بنشاطها في مجال البيع على المكشوف. لا يزال التحقيق في مراحله الأولية، وفقًا لما أفادت به صحيفة وول ستريت جورنال يوم أمس الخميس، ومن المتوقع أن يرتبط التحقيق بانتهاكات محاسبية.
شهدت أسهم سوبر ميكرو كمبيوتر ارتفاعًا ملحوظًا مع ازدهار سوق الأوراق المالية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، حيث زادت قيمتها بمقدار 14 ضعفًا منذ بداية عام 2023 حتى مارس الماضي، مما رفع القيمة السوقية للشركة إلى 66 مليار دولار. ومن الجدير بالذكر أن الشركة قد دفعت في عام 2020 مبلغ 17.5 مليون دولار لتسوية مطالبات لجنة الأوراق المالية والبورصات بسبب انتهاكات محاسبية واسعة بعد بلاغ من موظف سابق تم فصله من الشركة .
عند استقراء سريع لفضائح انتهاكات الحوكمة في الشركات الكبرى، نجد أنها تصنف عادة إلى ثلاثة أنواع: محاسبية مالية ، فنية، أو تتعلق التعرض لمخاطر الاستثمار المترفعة . وغالبًا ما تتخذ الانتهاكات شكل تلاعبات في القوائم المالية، مثل إخفاء الديون أو تضخيم الأرباح كما حدث في حالة شركة إنرون، أو تضخيم تقدير الأصول كما في حالة شركة ورلد كوم. وترتبط هذه الانتهاكات عادة بمحاولات المدراء التنفيذيين الحفاظ على سعر السهم والقيمة السوقية للشركة، أو لضمان مكافآت مرتفعة.
فيما يتعلق بالانتهاكات المحاسبية والمالية في المؤسسات المالية والبنوك وشركات التأمين، غالباً ما تقتصر على حالتين: فساد إداري مثل الرشوة والاختلاس وغسيل الأموال، أو فشل في إدارة المخاطر والتساهل في الرقابة. على سبيل المثال، أفلست شركة ليمان براذرز عام 2008 بسبب استثمارات مفرطة في الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري، مما أسفر عن أكبر عملية إفلاس في تاريخ الولايات المتحدة، وهو خطأ تكرر في بنك دويتشه وشركة AIG.
من جهة أخرى، وقع بنك اتش أس بي سي في فخ غسيل الأموال لصالح عصابات المخدرات، بينما تورط بنك يو بي إس في قضايا التهرب الضريبي. كما تلاعب بنك باركليز عام 2012 في سعر الفائدة المعروضة بين بنوك لندن (LIBOR)، مما أثر على أسعار الفائدة عالميًا.
ومن حالات الفساد النادرة ظواهر الفساد التقني أو الصناعي، مثل فضيحة التضليل في قياس الانبعاثات الكربونية في سيارات فلوكس واجن، وإخفاء شركة ميتسوبيشي لعيوب السلامة في سياراتها عام 2000، وتلاعب شركة كوبي ستيل اليابانية في شهادات الفحص لتلبية متطلبات العملاء، بالإضافة إلى فضيحة تجاوز شركة فالي البرازيلية للشروط البيئية وضعف أعمال الصيانة التي أدت إلى كارثة انهيار سد ووفاة عشرات الموظفين نتيجة لهذا الإهمال المتعمد.
في السوق المالية السعودية معظم الحالات التي أعلن عنها تقع في خانة المخالفات المحاسبية والتلاعب في مراكز الشركات المالية وقوائم الدخل فيها، لأسباب لاتختلف عن تلك التي حدثت في الشركات العالمية، ويبقى صلاح الأمر كله مرهونا بداية في كفاءة وإحكام أنظمة وسياسات الحوكمة ونزاهة الرئيس التنفيذي والمدير المالي ومدير المراجعة الداخلية، ثم يأتي دورا لجنة المراجعة ومجلس الإدارة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال