الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عاصر القطاع الخاص العديد من الشركات العائلية الناجحة التي ساهمت بشكل كبير في الاقتصاد، ولا يسعنا هنا طرح الأمثلة. إلا أنه وبلا شك، مرت هذه الشركات العائلية بتحديات وتغيرات على مدى عقود، وقصص نجاحها تبقى مصدر إلهام ودافعًا لتطوير الشركات العائلية الحالية والمستقبلية. وعلى النقيض، شاهدنا الكثير من الشركات العائلية التي سطع نجمها في وقت ماضٍ قريب، ولكن للأسف لم تستطع مواصلة مسيرتها.
ولأن الشركات العائلية تُعتبر عاملًا أساسيًا في الاقتصاد، وتشكل الأغلبية في القطاع الخاص وتوظف أكبر عدد من المواطنين فيه، بالإضافة إلى أنها مصدر دخل لصاحب الشركة وعائلته وذوي القربى، فإن بقاء هذه الشركات واستمراريتها هو محل اهتمام للدول والاقتصاديين والباحثين، ناهيك عن الخدمات التي تقدمها للمجتمع من سد الاحتياجات اليومية مما يسهم في رفع مستوى جودة الحياة.
إن فهم الأسباب التي أدت إلى استمرار بعض الشركات وتراجع البعض الآخر يمثل فرصة ذهبية لتعزيز مرونة وقوة شركتك، وتجهيزها لمواجهة التحديات المستقبلية بنجاح. ولحسن الحظ، هناك قدر كبير من البحوث الإدارية حول مسببات استمرارية الشركات العائلية والمؤسسات الفردية، بل إنه أصبح هناك توافق كبير على نتائج الدراسات لدرجة أننا الآن على يقين تام بأهم عوامل النجاح والاستدامة، وأوجزها لك بشكل مختصر على شكل نصائح.
أولًا: ازرع وعزز القيم الداخلية لبناء السمعة المشرفة مع عملائك ومورديك. أثبت لهم (بالأفعال والأقوال) أن شركتك تهدف إلى العلاقات الطويلة وليس المكاسب السريعة والانتهازية. على سبيل المثال، من خلال مسيرتي العملية مع عدة شركات، وجدت أن العقود مهما كانت جيدة لن تحمي العلاقة إذا كانت الثقة معدومة، ووجدت أيضًا أنك حتى بدون عقود قد تستطيع أن تشتري وتستلم السلع بمجرد الاتصال الهاتفي مع من يثق في شركتك.
ثانيًا: أوجد وطور من يخلفك، سواء فرد أو مجموعة أفراد حسب حجم العمل وطبيعته. كن جاهزًا للتنحي عن منصبك الحالي في أي لحظة. لا تؤجل ذلك أبدًا. لا تنتظر حتى يكون تنحيك غير اختياري لا سمح الله. وبعد تهيئة خليفتك، جرب أخذ إجازات طويلة، وراقب النتائج، وحسن منها بتطوير الخليفة حتى تصل للحد المقبول لك. بعدها ابتعد تمامًا، وتعامل مع شركتك كمستثمر تنتظر النتائج بشكل ربعي بدون الدخول في الأمور التشغيلية.
ثالثًا: حوكم العمل، اجعله مؤسسيًا. ويتطلب ذلك تحسين الآليات الداخلية ووضع صلاحيات وهياكل إدارية مناسبة. وهذه من أبسط الأمور ولكن لها نتائج رائعة ولا غنى عنها.
رابعًا: تذكر أن الروح الريادية والقدرة على التكيف هي التي جعلتك تؤسس شركتك سابقًا وتستمر حتى الآن. فظروف الأسواق صعبة ومتغيرة، ولذلك فإن تعزيز القدرة على التكيف وتبني الابتكار المستمر للتوسع أو لتطوير منتجات جديدة هو أمر ضروري للنجاح على المدى الطويل.
في الختام، فإن هذه المسببات الجوهرية التي تكرر التطرق لها من الباحثين لا شك أنها لا تغني عن الأمور البديهية الأخرى. وأرجو أن تبدأ اليوم بتقييم شركتك وفقًا لها وتبدأ الإعداد للاستدامة.
متعك الله بالصحة، ووفقكم لاستدامة شركاتكم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال