فنتيك 24

تغير عالم المال بشكل كبير مع تقدم التكنولوجيا وتمكين أنماط جديدة، وخضعت البنوك والتأمين والاستثمارات وتحليل الائتمان لتغيرات تحويلية، وكذلك المفهوم الأساسي للمال لم يعد كما هو.

من ضمن الأنماط التي دخلت هي التقنية المالية (فنتيك)، إذ تعمل اليوم على تغيير مشهد إدارة الاستثمار في العالم، وما يترتب عليه من آثار تجاه الخيارات المهنية، وصنع القرار لمن يعملون في صناعة التمويل.

ويشير مصطلح التقنية المالية (فنتيك) إلى البرامج وتطبيقات الهواتف الذكية ومختلف التقنيات التي تم إنشاؤها لتحسين وأتمتة أشكال التمويل التقليدية للشركات والمستهلكين على حدٍ سواء، فهي ترمز بشكلٍ عام وشامل إلى الابتكار التكنولوجي في تصميم وتقديم الخدمات والمنتجات المالية، وتستمر تكنولوجيا التمويل في التطور ، حيث تشمل التطورات استخدام البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتقييم فرص الاستثمار وتحسين المحافظ وتخفيف المخاطر.

تعمل شركات التقنية المالية (فنتيك)، وتسعى بشكل عام جاهدة لتبسيط المعاملات، والقضاء على الخطوات غير الضرورية لجميع الأطراف المعنية، فعلى سبيل المثال: تعتمد شركة الرائدة على التقنية المالية في برامجها التمويلية، وتركز بشكل دقيق على نتائج العملاء، وتهدف بشكل رئيسي على تحسين قدراتها وتقديم الدعم والمشورة المخصّصة والقابلة للتنفيذ لمساعدة رواد الأعمال وأصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة على تطوير مشاريعهم بطريقة سهلة وسريعة خالية من التعقيدات، وتعطيهم حلول تمويل وسداد مرنة، فعالة وقابلة للتنفيذ.
بغض النظر عن طبيعة أعمالك أو حجمها ونوعها أو حتى مجالها ستجد للفنتيك تأثير مباشر عليها، وأصبحت بعض خدمات فنتيك روتينية في حياتنا والتي تؤثر بشكل واضح على تغيير المفاهيم وطرق تنفيذ الكثير من المعاملات في حياتنا اليومية، بل والتأثير بشكل أكبر على نتائج أعمالنا، منها الإقراض والائتمان الرقمي بتقديمها برامج لتمويل المنشآت الصغيرة مباشرةً مدعومة بحلول وتقنيات مرنة للمساعدة في اتخاذ قرارات تمويل سريعة، من دون الدخول في متاهة الإجراءات والضمانات.
ولو تسأل أي شخص عن الطريقة التي يفضل الدفع بها وسيخبرك على الأرجح أن تطبيقات الجوال (الدفع عبر الهاتف) هي المفضلة لديه، نظرًا لأننا انتقلنا من مجتمع قائم على السيولة النقدية إلى مجتمع رقمي بشكل تدريجي، فقد نشأت العديد من خدمات الدفع الإلكتروني لتحل محل طرق الدفع التقليدية.
كما تسببت الفنتيك في السنوات الأخيرة في حدوث ثورة في عدد تطبيقات الاستثمار والادخار، أكثر من أي وقت مضى، من خلال استخدام تكنولوجيا مصممة لزيادة المدخرات وإدارة المصروفات والقدرة على التنبؤ إلى أين تتجه الأسواق هو جوهر التمويل والتجارة.
وما يجدر يجدر ذكره هو أن برنامج تطوير القطاع المالي أحد برامج “رؤية 2030″، الخطة التنفيذية لاستراتيجية التقنية المالية، تعد إحدى ركائز البرنامج الهادفة لأن تصبح المملكة مركزاً عالمياً للتقنية المالية، وتسعى البلاد من خلال هذه الاستراتيجية إلى تسهيل ممارسة الأعمال ورفع نسبة مساهمة القطاع الخاص وغير الربحي في الاقتصاد السعودي وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، بجانب الاستثمارات المحلية التي يطمح في زيادتها، إضافة إلى تنمية الاقتصاد الرقمي.
وبلغت قيمة الاستثمار الجريء في شركات التقنية المالية بالمملكة 7.1 مليار ريال (1.9 مليار دولار) بنهاية الربع الثاني من 2024، وبلغ عدد شركات التقنية المالية في المملكة، مع نهاية الربع الثاني من عام 2024، 224 شركة، متجاوزة بذلك مستهدف برنامج تطوير القطاع المالي للربع ذاته والمقدر بـ168 شركة، مبيّناً أن الهدف هو الوصول إلى 525 شركة بحلول 2030.
يشار إلى أن المملكة تحظى ببنية تحتية شاملة ومتطورة للمدفوعات، حيث بلغت حصة المدفوعات الإلكترونية بقطاع التجزئة 70%، من إجمالي عمليات الدفع في المملكة، خلال عام 2023، مقارنة بـ62% في 2022، لتحقق بذلك مستهدف برنامج تطوير القطاع المالي لعام 2025، مؤكداً سعيهم إلى زيادة حصتها لتصل إلى 80% بحلول 2030، في إطار مساعي السعودية لتصبح مركزاً رئيسياً للتقنية المالية، حسب تصريحات وزير المالية محمد الجدعان في مؤتمر “فنتيك 24” المنعقد بين 03-05 سبتمبر 2024 بالعاصمة الرياض