الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في الآونة الأخيرة، أصبح تدفق السياح الأجانب إلى الصين ظاهرة ملحوظة، حيث أثار موجة من الاهتمام على منصات وسائل التواصل الاجتماعي العالمية عبر الإنترنت. في هذا الصيف، قام العديد من المدونين الأجانب بتصوير ونشر تجاربهم خلال زيارتهم للصين، وقد أظهرت العديد من منصات التواصل الاجتماعي أن مصطلح “ChinaTravel” (السفر إلى الصين) قد أصبح مصطلح بحث شائع، حيث تجاوزت مشاهدات هذه الفيديوهات المليار مشاهدة.
وفقا لإحصاءات الهيئة الوطنية الصينية للهجرة، بلغ عدد الوافدين والمغادرين بواسطة جميع المعابر خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام 341 مليون مسافر، بزيادة قدرها 62.34% على أساس سنوي. كما بلغ عدد الأجانب الذين دخلوا الصين بواسطة جميع المعابر 17.254 مليون شخص، بزيادة سنوية قدرها 129.9% على أساس سنوي. وتم إصدار 846,000 تأشيرة دخول من المعابر، بزيادة سنوية قدرها 182.9% على أساس سنوي. ووفقا لبيانات المكتب الوطني الصيني للإحصاء لعام 2023، إن متوسط إنفاق السياح الأجانب في الصين يبلغ 3459 يوانا يوميا، ومن المتوقع أن يسهم هؤلاء السياح بأكثر من 100 مليار يوان في الاقتصاد خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام.
مدى شعبية “السفر إلى الصين” يتجلى بوضوح من خلال هذه المجموعة من البيانات. إن شعبية “السفر إلى الصين” لا تعود فقط إلى جاذبية الصين الفريدة، بل يرجع أيضا إلى مجتمعها المنفتح والمتسامح وشعبها الودود. كما أن هذه الظاهرة هي ثمرة جهود الصين المستمرة لتعزيز الانفتاح رفيع المستوى على العالم الخارجي.
توسّع تنفيذ سياسة الإعفاء من التأشيرة العابر في الصين بشكل مستمر. في الوقت الراهن، تتيح 38 ميناء مفتوحا في 18 مقاطعة ومدينة في الصين الإعفاء من التأشيرة لمدة 72 أو 144 ساعة لمواطنين من 54 دولة. حيث يمكن للأجانب خلال فترة العبور في الصين القيام بأنشطة سياحية أو تجارية أو زيارات قصيرة. سياسة الإعفاء من التأشيرة هذه تجعل السياح الأجانب قادرين على اتخاذ قرار السفر بسرعة وسهولة. يسافر العديد من السياح إلى العديد من الأماكن خلال إقامتهم التي تستغرق 144 ساعة، مما دفع مستخدمي الإنترنت واصفين إياها بـ “السياحة بأسلوب القوات الخاصة”.
وبالإضافة إلى سلسلة السياسات التي نفذتها الحكومة الصينية في السنوات الأخيرة لتسهيل زيارة السياح الأجانب، فإن تنوع الصين وثراءها يُعدّ من الأسباب المهمة لجذب السياح الأجانب. حيث يبدو أن التجول في المدن الصينية، وزيارة المتنزهات، وتذوق الأطعمة المحلية، والقيام برحلة بالقارب لمشاهدة العروض الشعبية، قد أصبحت عصرية للغاية بالنسبة للسياح الأجانب في الصين. ويظهر استطلاع خاص حول مدى الرضى للسائحين الوافدين أجرته أكاديمية السياحة الصينية أن أكثر من 60% من المشاركين يعتبرون “تجربة الثقافة الصينية” هدفا رئيسيا للسفر إلى الصين. وحظيت مقاطع الفيديو التي شاركها الأصدقاء الأجانب حول تجاربهم الفريدة في الصين مثل تعلم الرقصات الشعبية في الساحات، واستكشاف الطعام في الأسواق الليلية، والتقاط الصور مع الباندا العملاقة، وركوب سيارات الأجرة ذاتية القيادة، بإعجاب ملايين المشاهدين الأجانب.
إن الشعور الأكثر بديهية الذي يشعر به العديد من السياح الأجانب بعد مجيئهم إلى الصين هو “تكسر الصور النمطية”. وكان في انطباعهم، لا تزال الصين عالقة في الصورة التي كانت سائدة منذ عقود من الزمن، لكن الصين الواقعية تظهر مظهرا حديثا ومنفتحا وحتى متقدما. على سبيل المثال، أصيب العديد من السياح بالصدمة بعد تجربة السكك الحديدية عالية السرعة في الصين. لم تعجبهم فقط سرعة وراحة السكك الحديدية عالية السرعة، بل فوجئوا أيضا بتغطيتها الواسعة للأماكن لمختلفة والالتزام بالمواعيد. وعلى نحو مماثل، يشيد السياح الأجانب بالبنية التحتية الحضرية في الصين، والخدمات الذكية، وتدابير حماية البيئة، التي تتجاوز توقعاتهم كثيرا.
صرح مسؤول في وزارة الثقافة والسياحة بأن بعض إدارات السياحة المحلية في الصين قامت بإدخال إصلاحات مستهدفة لتسهيل السياحة “بدون عوائق” للسياح الأجانب. ومن بين هذه الإصلاحات، تم تركيب أجهزة نقاط بيع (POS) للبطاقات الأجنبية في العديد من المواقع السياحية ومراكز التسوق. كما يتم إطلاق تدريجيا واجهات حجز بالإنجليزية في المواقع السياحية الرئيسية وتوسيع نطاق وثائق الهوية المعترف بها لاستخدامها من قبل الزوار.
عندما يزور السياح الأجانب الصين، فإنهم يقدمون منظورا ثقافيا مختلفا يساعد في تحسين جوانب السياحية الداخلية. هذا لا يسهم فقط في تعزيز السياحة المحلية فحسب، بل يوفر أيضا المزيد من الفرص للتعاون التجاري. إن تشجيع المزيد من الأجانب على القدوم إلى الصين للعمل أو التجارة يساعد في تعزيز تدفق العناصر عبر الحدود، كما يسهل التجارة في السلع والخدمات، والنقل، وتدفقات رأس المال، والبيانات، والمعلومات بشكل أكثر حرية وكفاءة. في ظل الانتعاش البطيء للاقتصاد العالمي وارتفاع النزعة الحمائية، فإن انفتاح الصين المتزايد بلا شك سيعزز الثقة والديناميكية في الاقتصاد العالمي ويساهم في دفع عجلة العولمة الاقتصادية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال