الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
من حين إلى آخر تزداد علاقة الرياضة بالاقتصاد متانة، وتظهر تأثيرات المال ودعائم الاستثمار في هذا القطاع الذي تحول من النشاط البدني ومن المتعة والإثارة إلى الاقتصاد والاستثمار والتخطيط والأرباح المادية.
وكثيرا ما يطرح متابعو الأندية الرياضية أسئلة عن المصادر التي تتأتى منها الإيرادات و الأرباح لتغطية النفقات المرتفعة في نشاط الأندية، ومن المعلوم أن معظم الإيرادات تأتي من نيل الألقاب في المسابقات الكروية الكبرى، أو بفضل عائدات بيع تذاكر المباريات، لكن في الحقيقة تتنوع المصادر بعيدا عن منصات التتويج بالألقاب إلى مصادر أخرى تصنع الفارق بين ناد وآخر.
بعد الارتفاع الصاروخي في مصروفات الأندية الرياضية بالسعودية، تقفز عدة أسئلة منطقية أبرزها هل الاستثمار في قطاع الرياضة مربح؟ للإجابة على هذا التساؤل نقول أن هناك ثروات عديدة للأندية لم تُستثمر بعد.
ولاكتشاف هذه القدرات الكامنة واصلت رؤية 2030 تأثيرها الإيجابي الكبير على القطاع الرياضي، حين أصبحت المملكة مسرحا لمحافل كبرى وفعاليات رياضية متنوعة، والشاهد أن رحلة التطور الكبرى التي تعيشها، باتت مضربًا للمثل، لكونها وجهة مفضلة للعالم، من خلال ما يعيشه الوطن من مسيرة حافلة، مدعوما بمبادرات سديدة في رؤية السعودية.
يقوم مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، الذي أعلن في يونيو الماضي، على ثلاثة أهداف استراتيجية وجوهرية، تتمثل في توفير بيئة جاذبة للاستثمار في القطاع الرياضي، نحو تحقيق اقتصادٍ رياضي مستدام، علاوة على تحقيق التنظيم، ورفع مستوى الاحترافية والحوكمة الإدارية والمالية في الأندية الرياضية، إضافة إلى العمل على تطوير البنى التحتية، مما ينعكس بشكل إيجابي على تحسين تجربة الجماهير الرياضية.
فتملك القطاع الخاص يؤدي بشكل واضح إلى تحسين عمليات وحوكمة الأندية، ويزيد من قدرتها التنافسية، وبالتالي يرفع الإيرادات، مما يسهم في بناء مستقبل مستدام يرتقي بالمنظومة الرياضة على المدى البعيد.
نعم أكثر من أي وقت مضى أصبحت الرياضة مجالا للاستثمار والتجارة، فمثلا نجد الكثير من الأندية تحقق إيرادات خرافية من عقود الرعاية والبث التلفزيوني، الألقاب، المشاركة في المسابقات، تسويق اللاعبين، التذاكر والاشتراكات، المتابعون في منصات التواصل، و مبيعات منتجات النادي في المتاجر الرسمية، كل هذه الفرص ستكون متاحة للأندية السعودي في دوري روشن، فقط تحتاج لمنقب بارع في انتهاز الفرص وتحويلها لواقع ملموس.
نادي مثل ريال مدريد، استطاع أن يحقق إيرادات تجاوزت المليار يورو كأول نادٍ لكرة قدم يحقق هذا الرقم، حيث ترتكز عائداته على قوته التسويقية، والاعلانات التجارية، وحقوق البث التلفزيوني، ومبيعات القمصان والمقتنيات الأخرى التي تحمل شعار النادي، نعم قد يقول قائل إن سطوة الميرينغي تأتي من قوته داخل الملعب وبما يملك من نجوم ساهمت في زيادة إيراداته عبر منصات التتويج، لكن نادي مثل مانشستر يونايتد الإنجليزي يعتبر ضمن أعلى 5 أندية أوروبية في الإيرادات ويتوقع أن تصل إيراداته إلى مستوى قياسي يتراوح بين 650 و680 مليون جنيه إسترليني خلال 2024، وهذا الرقم مؤشرا واضحا على أن مصادر تمويل كرة القدم تتجاوز النتائج والألقاب، فالنادي الإنجليزي يمر بسنوات عجاف لم يحرز فيها ألقابا ومع ذلك يحقق إيرادات تفوق الخيال، مقارنة نتائجه المتواضعة في المستطيل الأخضر.
على المستوى المحلي وبدون تحيز نرى أن نادي الهلال يمتلك بعض مقومات (الريال، والمان يونايتد)، إذ بلغت جوائزه المالية نحو 21 مليون ريال للموسم الرياضي 2023-2024، وذلك عقب تحقيقه بطولتي دوري روشن السعودي، وكأس الدرعية للسوبر السعودي، بالإضافة إلى حصوله على وصيف كأس الملك سلمان للأندية العربية، ووصوله إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا. تميز الهلال في الملعب ولو قابله تميز أخر في التسويق قطع شك سيتضاعف هذا الرقم أكثر من مرة وبالتالي هنالك فرصة كبيرة لرؤية مشاريع الهلال الاستثمارية خاصة بعد انتقال ملكيته لصندوق الاستثمارات العامة.
وزارة الرياضة، طرحت مؤخرا (6) أندية (الزلفي – النهضة – الأخدود – الأنصار – العروبة – والخلود) للتخصيص للمستثمرين المحليين والدوليين، أعتقد في ذلك فرصة ممتازة للشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية، فالدخول في هذا المجال سيرفع الايرادات للاندية، تحديدا قطاع الرعاية الصحية بالسوق السعودية “تداول” والذي يضم 8 شركات فهذا القطاع يبدو الأوفر حظا والأقرب لاقتناص فرص الاستحواذ على نادي من الأندية الـ 6 المطروحة للتخصيص.
وبنظرة سريعة نجد أن شركات قطاع الرعاية الصحية حققت صافي أرباح نهاية الربع الثاني الماضي بـ 1.07 مليار ريال بارتفاع 22.25%، منها 6 شركات حققت نمواً بصافي أرباحها، فيما تراجعت أرباح شركة، وعمقت أخرى من خسارتها في ذات الفترة من 2024.
السوق واعدة والحكومة السعودية ظلت تقدم الكثير من التسهيلات للمستثمرين المحليين، وهذه المرة سيدخل المستثمر الدولي على خط الاستثمار في الرياض، وبالتالي إذا لم تنتهز شركات المحلية الفرصة فإن هنالك ألف مستثمر دولي يتربص لاقتناص أنصاف الفرص لبدء تجربة جديدة في بيئة استثمارية محفزة جدا.
*أقمها .. الصلاة تُعينك وتُنظم وقتك.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال