الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ونحن نحتفل بذكرى اليوم الوطني السعودي الرابع والتسعين، نعود بالذاكرة إلى بدايات المملكة الحديثة، تلك الأرض التي كانت تضج بقصص الأجداد الذين تحدوا الصحراء القاسية وصنعوا مجدًا لا ينسى، وتحديدًا في هذا اليوم نستذكر لا مجرد تأسيس دولة، بل تحولها إلى قوة اقتصادية عالميّة عظمى، تقف اليوم جنبًا إلى جنب مع أكبر اقتصادات العالم.
وكأن الزمان يكتب لنا سطوراً جديدة في قصة المملكة، فبعد سنوات طويلة من الاعتماد على النفط كمصدر أساسي للدخل، جاء التحول الذي لم يكن مجرد حكاية خيالية بل رؤية طموحة أطلقها سمو سيدي ولي العهد لتكون السعودية قبلة للاستثمارات والابتكارات العالمية، وليس مجرد مصدر للطاقة، وفي ظل هذه الرؤية الطموحة التي تعد بمثابة خطة شاملة لغدٍ أفضل، استطاعت السعودية أن تقفز قفزات نوعية في مختلف القطاعات، حتى أصبحنا نرى مشاريع عملاقة مثل “نيوم” و”القدية” و “ذا لاين”؛ مشاريع ليست مجرد أحلام على ورق، بل واقع ينبض بالحياة ويستقطب المستثمرين من كل بقاع الأرض.
قد يقول البعض: “الاقتصاد مرتبط بالنفط” ولكن الحقيقة أن المملكة اليوم تنوع مصادر دخلها وتستثمر في المستقبل بذكاء وفطنة، فهي ليست فقط مركزًا للطاقة بل أصبحت محوراً للتقنية والاستدامة والابتكار، وليس هناك مثال أفضل من قطاع السياحة الذي يشهد نهضة غير مسبوقة، حيث باتت المملكة تجذب السياح من مختلف أرجاء المعمورة لتكون وجهة عالمية، وبينما نحتفل باليوم الوطني يجب ألا ننسى أن هذا التحول لم يكن ليتحقق لولا التمسك بالقيم الراسخة التي أرساها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – تلك القيم التي جمعت بين الأصالة والحداثة، بين التطور والهوية، كما يقال: “من لا ماضي له، لا حاضر له” والمملكة لا تزال تحتفظ بإرثها الثقافي والتاريخي حتى وهي تخطو بخطى ثابتة نحو المستقبل.
لا يمكن الحديث عن السعودية اليوم دون ذكر مكانتها الدولية، فهي تعد عضواً مؤسساً في مجموعة العشرين، وتشارك في صياغة السياسات الاقتصادية العالمية، ولعل في استضافة المملكة لمؤتمرات قمة كبرى مثل قمة العشرين في الرياض، رسالة واضحة للعالم بأن السعودية ليست مجرد تابع في النظام الاقتصادي العالمي، بل شريك استراتيجي ومؤثر، ورغم كل هذه الإنجازات يبقى المواطن السعودي محور التحول فالتنمية التي تشهدها اليوم تأتي في إطار رفع جودة حياة المواطن السعودي، وتأهيله للمشاركة الفعالة في بناء وطنه، ونحن نحتفل باليوم الوطني الرابع والتسعين نقف إجلالًا لكل ما حققته مملكتنا الحبيبة، وننظر إلى المستقبل بتفاؤل كبير.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال