الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
فارق توقعات النمو بين وزارة المالية والبنك الدولي لمملكتنا للعام 2025 متوقع، فتوقع وزارة المالية عند 4.6% متحفظ، والسبب في ذلك انها تفضل ان يكون الواقع في عام 2025 اعلى مما توقعته، وايضا تريد وزارة المالية اعطاء نفسها بحبوحه في حال لا سمح الله طرأ امر خارج عن المتوقع. توقع البنك الدولي لنمو اقتصاد المملكة للعام القادم شخصيا اكثر واقعية عند 4.9% ضمن المعطيات المتاحة (الآن)، وعلى العموم بإمكان كل من البنك الدولي ووزارة المالية مراجعة التوقعات دوما بما يزيد او يقلل من توقعات النمو بناء على معطيات اقتصادية أو جيوسياسية او غيرهما.
العامل الأهم في تحقيق النمو العام القادم هو اسعار الفائدة التي القت بظلالها على القطاع الخاص بمختلف قطاعاته، وسعر الفائدة سيقل في سلسلة اجتماعات ما تبقى من عامنا هذا والعام القادم. وهذا لا شك سينعكس تلقائيا على معدلات النمو في الربحية ومعدلات النمو في الاقتراض كذلك بما سيوسع من عمليات اعادة الاستثمار بل وحتى توزيعات الارباح. القطاعات كلها ستستفيد من الخفض كما بالضبط تضررت القطاعات كلها من الرفع منذ ازمة كورونا.
وعلينا ان لا ننسى ان انخفاض معدلات الفائدة ستزيد من السيولة في سوق الاسهم، وهذا سينشط (مع عوامل اخرى) الطروحات والاستحواذات والتداولات بما سينعكس ايجابيا على المتداولين وشركات الكابيتال وكافة اطراف السوق. مع الاخذ بعين الاعتبار ان المفاجآت في اسواق المال متوقعه دائما (ايجابا وسلبا)
ولكن سعر الفائدة ليس العامل الوحيد للنمو (وان كان في رأيي اهم العوامل)، فهناك المشاريع الكبرى التي متوقع ان تبدأ مرحلة بناء البنية الفوقية، مما سيحفز الصناعات المختلفة كالحديد والاسمنت وفي مرحلة لاحقة الزجاج وغيرها، مرحلة البنية الفوقية سترفع قطاع الهندسات الانشائية كما لم يسبق لها من قبل، ومعها سينشط قطاع الاقراض. والجميل ان هذا الأمر سيستمر لأعوام قادمة عديدة، وهناك من ذوي العمق والتخصص من يرى ان الطاقات الانتاجية في المملكة لن تكفي وسنضطر لاستيراد الحديد والاسمنت، وانا شخصيا اتوقع ذلك ايضا. ذا لاين لحالها اكبر مشروع في التاريخ يستهلك حديد منفردا، وبالامكان القياس على بقية المشاريع بالمثل.
عامل مهم آخر سيدعم النمو في العام القادم ارتفاع معدلات التوظيف، والتي اتوقع لها ان تتجاوز مستهدفات الرؤية كالعادة، والتي ستحفز قطاعات متعددة بدءا بالاسكان ومرورا بالاقراض المصرفي وايضا ستحفز قطاع التجزأة وغيرها الكثير. التوظيف اكبر عوامل الاقتصاد انعكاس على البيئة الاستثمارية في اي بلد، ونحن في المملكة لسنا استثناء، والرؤية جاءت لتحقيق تطلعات السعوديين والسعوديات، واعطاءهم فرصة في البناء واعطاءهم حق العمل شباب وشابات. ولمنظرها وكاتبها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الامير محمد بن سلمان الشكر والتقدير والحب والوفاء والولاء على ذلك.
يبقى اسعار النفط، وهو عامل يؤثر في اقتصادنا لا شك، الا ان نسبة تأثيره قلت بالاصلاح المالي الذي جاءت به الرؤية، ولكن يظل هناك تأثير، واتصور ان اي انخفاض حاد في اسعارة سيلقي بظلاله على معدلات النمو، ولكن قيادة مملكتنا لأوبك بلس اثبتت جدارة في الحفاظ على توازنات السوق النفطية منذ ازمة كورونا، واتصور ان هذه القدرة ستستمر لأن اعضاء اوبك بلس حسو بإيجابياتها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال