الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يواجه العالم العربي بصفة عامة ودول الخليج بصفة خاصة تحديات كبرى في العصر الحالي، وهذه التحديات تشكل عائق كبير في طريق التنمية الاقتصادية بطرق عديدة. ومن هذه التحديات: إنخفاض معدل المواليد، ارتفاع نسب الطلاق والعنوسة وتأخر سن الزواج. لكن كيف يمكن أن تؤثر هذه الأشياء على الاقتصاد والتنمية الاقتصادية للدول؟ هذا ما سوف نحاول ان نستعرضه في هذه المقالة بإختصار.
يؤثر انخفاض معدلات المواليد على التنمية الاقتصادية حيث يقل عدد السكان العاملين ويقل الإنتاج في حين يزيد عدد المتقاعدين والشيوخ الذين لا يقدرون على العمل. يمكن أن يتم إيجاد حلول لهذه الأزمة مثلاً عن طريق رفع سن التقاعد إلى عمر 65 وتشجيع الزواج المبكر للنساء والرجال. بالإضافة إلى ذلك يؤثر ارتفاع نسب الطلاق على الحالة الاقتصادية للاسرة خاصة ويؤدي إلى حدوث مشكلات كبرى في تماسك المجتمع وتقدمه من النواحي الاجتماعية، والنفسية ،والاقتصادية. أيضا يؤثر ارتفاع نسب الطلاق على الحالة النفسية لأفراد الاسرة وضياع الحافز للعمل والإنتاج وهذا له تأثير سلبي على الحالة الاقتصادية. فضلا عن ذلك، ينتج عن الطلاق تربية الأطفال في بيئة غير صحية حيث نجدهم مشتتين ولا يُقبلون على التعليم نتيجة لسوء الحالة الاقتصادية للأم خاصة بعد أن تخلى عنها زوجها، ويؤدى هذا إلى وجود أفراد غير متعلمة وغير منتجة وهذا يؤثر بالسلب على تقدم الدولة بصفة عامة والاقتصاد بصفة خاصة.
بالإضافة إلى ذلك، يؤدي ارتفاع نسبة العنوسة إلى عدم اقبال الشباب على الزواج وإلى انخفاض القوى الشرائية حيث لا يقبل الشباب على شراء مستلزمات الزواج وبداية حياة جديدة. ويؤدي تأخر سن زواج الفتيات إلى زيادة الأعباء المالية على الاسرة حيث يجب أن يتم الإنفاق عليهن ولاسيما إذا كانت متطلباتها كثيرة أو مبالغ فيها. أيضا يؤدى تأخر سن الزواج إلى تفكك المجتمع وعدم الاستقرار وعدم تكوين أسرة وهذا يؤثر سلبياً على المجتمع من جميع النواحي وخاصة الناحية الاقتصادية حيث أن بعض الفتيات اللواتي تأخر زواجهن لن يكون لهن أي نشاط اقتصادي أو طموح للعمل ويكتفوا بالبقاء مع والديهم للإنفاق عليهن.
أخيرا،ً يجب على دول العالم العربي أن تتعامل مع هذه المشكلات بحكمة والسعي إلى حلها وذلك عن طريق التوعية بأهمية الزواج المبكر وأثره على استقرار المجتمع وتماسكه وتقدمه في جميع النواحي وخاصة النواحي الاقتصادية. ويمكن للحكومات أن تقدم خدمات التوعية الاسرية وكيفية تكوين أسرة ناجحة عن طريق زيادة مراكز الإرشاد والتوعية الأسرية لمساعدة الزوجين على قيادة حياة أسرية ناجحة وهذا لا شك سوف يقود المجتمع إلى النمو والازدهار والتقدم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال