الاندماجات والاستحواذات بعين المستثمر

نظرة على حجم سوق الاندماجات والاستحواذات

يبلغ حجم سوق الاستحواذات والاندماجات عالميّاً حوالي ثلاثة مليارات ومئتي مليون دولار في عام 2023، بانخفاض حوالي 16% عن عام 2022. وقد بلغ حجم الاندماجات والاستحواذات في منطقة الشرق الأوسط حوالي 44 مليار دولار. وتستحوذ الإمارات والمملكة العربية السعودية على نسبة 47% من إجمالي الاندماجات والاستحواذات في المنطقة في عام 2023 حسب سكاي نيوز العربية . وقد انخفضت قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ التي قامت بها صناديق رأس المال الجريء بشكل خاص بنسبة 44% على المستوى العالمي لتسجل 20 مليار دولار في 2023، مع العلم أنها وصلت إلى ذروتها عام 2021 عند 62 مليار دولار.

الاستحواذات والاندماجات لتسريع نمو الأعمال

بعض الاستحواذات تساعد الشركة على بناء قدراتها بشكل سريع بدون الاضطرار إلى بناء قدرتها داخليّاً؛ بسبب التحديات من ناحية وجود الكفاءات المناسبة من أجل بنائها. ومن الأمثلة على الاستحواذات التي تعطي الشركة قدرات جديدة مختلفة عن نموذج العمل الحالي، استحواذ شركة نازداك على شركة أدنزا، هي (Adenza) المتخصصة في تقديم حلول وخدمات إدارة المخاطر والامتثال؛ وبالتالي يمكن لنازداك تقديم حلول ومنتجات لم تكن موجودة في نموذج عملها الأساسي. وقد بلغت قيمة الاستحواذ حوالي عشرة مليارات دولار، وتم في نوفمبر 2023 وأُعْطِيَت شركة أدنزا ما نسبته 15% من شركة نازدك لأنظمة التدوال في السوق الأمريكي.

ومن الأمثلة في السوق السعودي، استحواذ شركة تداول السعودية على شركة DirectFN التي كانت تُسمى سابقاً بمباشر عبر ذراعها التقني وامض، وذلك في العام الماضي بحوالي 133 مليون ريال. وشركة DirectFN تعتبر المزود الرئيسي التقني لخدمات التداول للشركات المالية .

تهدف بعض الاستثمارات إلى إنشاء كيانات جديدة تقدم منتجات وتقنيات جديدة ومختلفة عن نطاق عمل الشركة الحالي. فمثلاً، شركة سايت المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، والمتخصصة في تقديم خدمات تقنية المعلومات والأمن السيبراني استثمرت حوالي 500 مليون ريال، أي ما يعادل 133 مليون دولار أمريكي لتمتلك 10% من شركة AhnLab  الكورية الجنوبية، المتخصصة في تقديم منتجات وخدمات الأمن السيبراني. وسوف يتم إنشاء كيان مستقل بين الشركتين بملكية 75% من شركة سايت، والباقي لشركة AhnLab لدعم الشركة في تقديم منتجات متخصصة في الحماية والأمن السيبراني.

بناء المواءمة الاستراتيجية في الاستحواذات والاندماجات

من الضروري معرفة القيمة المضافة للاستحواذ أو الاندماج للشركتين، ومدى مواءمة الصفقة لاستراتيجية الكيانين. فمثلاً تأثيرات الاستحواذات والاندماجات في قطاع التقنية المالية والبنوك في دراسة تم نشرها في مجلة ساينس دايركت Science Direct  العلمية على نطاق أربع دول، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، كندا، فرنسا. وقد خلصت الدراسة إلى الآتي :

– زيادة العائد على الأصل بشكل إيجابي بالنسبة للكيان المستحوِذ (البنك).

– زيادة التدفقات النقدية بالنسبة لشركات التقنية المالية.

– تأثر عائد البنك التشغيلي بالإيجاب وتحسن الأداء التشغيلي بالنسبة للكيان المستحوذ (البنك).

وقد ينتج عن جزء من الاستثمارات تحالف بين كيانين مستقلين بغرض الاستفادة من خبرات بعضهم البعض، وهو ما يُعرف بـ joint venture مثل استثمار شركة فولكس واجن مع شركة ريفيان الأمريكية المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية .

بشكل عام

الاستحواذات والاندماجات تساعد الشركات على النمو غير العضوي عبر الدخول في مجالات جديدة أو استقطاب خبرات نوعية تساعد في بناء شركات نوعية بين الكيانات المستهدفة. وقد يكون بناء القدرات عبر الاستحواذات أو الاندماجات أقل تكلفة على المدى الطويل من بنائها داخل المنشأة؛ بسبب توفر الخبرات السابقة في المجال، مما يزيد من نسبة النجاح في النشاط المراد بناؤه عبر الاندماج أو الاستحواذ، لكن قيمة الصفقة والمواءمة بين استراتيجية الكيانين قد تكون أحد المعوقات أو الصعوبات التي تواجه نجاح عمليات الاستحواذ أو الاندماج ككل للكيانين.