الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
انتشار الأوبئة والأمراض أمر خطير للغاية حيث إن له مخاطر اجتماعية، واقتصادية خطيرة. كما شهدنا من قبل وباء كورونا وكيف شل العالم بأكمله، وكيف أنهى حياة ملايين الأشخاص حول العالم مما أدى إلى نقص في الموارد البشرية وقضى على بعض الشركات وأضعف المتبقي بسبب الخسائر الضخمة التي تعرضت لها الشركات. وأيضا خسر العديد من الأشخاص وظائفهم بسبب عجز الشركات للتصدي لوباء كورونا في البداية. وعاد نقص الإنتاج محلياً وعالمياً سلبياً على دول العالم مما أدى إلى تباطؤ نمو الاقتصاد.
والآن انتشرت مخاوف أخرى عن وباء جدري القرود الذي اطلقت عليه منظمة الصحة العالمية أسم إمبوكس M Pox، جدري القرود هو فيروس ينتقل من خلال الحيوان للإنسان وهذا الفيروس ليس بجديد على العلماء، بل تم اكتشافه من عقود، وهناك لقاح لعلاجه، ولكن لا يتوفر في بعض دول العالم وخاصة الدول الفقيرة.
نرى الآن أن المشكلة هنا ليست عدم معرفة وفهم ومحاولة علاج جدري القرود، بل تكمن المشكلة في عدم توفر اللقاحات في معظم الدول الفقيرة خاصة في افريقيا، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى كارثة عن طريق تفشي المرض على نطاق واسع ولا يمكن السيطرة عليه بعد ذلك.
إذا لم يتم التعامل مع هذا الوباء بشكل جدي ومحاولة احتوائه بشكل صحيح وسريع، يمكن أن يتكرر السيناريو الخاص بجائحة كورونا، وذلك على الرغم من وجود اختلافات كثيرة بينهما إلا أن الاقتصاديين يتوقعون آثار سلبية على الاقتصاد مرة أخرى إن أنتشر وباء جدري القرود مثل ارتفاع نسبة التضخم ونقص الإمدادات والقوة العاملة وزيادة التكاليف على الإنتاج، وهذا كفيل بأن يعود بالسلب على نمو الاقتصاد حتى أنه يمكن أن يصل اقتصاد بعض الدول إلى الركود.
هناك العديد من التهديدات التي يمكن أن تؤثر بالسلب على قطاعات كثيرة مثلما حدث أثناء جائحة كورونا منها تراجع الاقتصاد والضرر بالسياحة، بل قلة الإقبال على طلب الطاقة النفطية وانخفاض أسعارها وهذا يمكن أن يضر بعض اقتصاد الدول القائم على النفط.
لقد عملت العديد من الدول على تنمية اقتصادها بطريقة شاملة ومستدامة منها المملكة العربية السعودية حيث عملت جاهدة على ذلك طول الفترات الأخيرة، ونرى العديد من الإنجازات والابتكارات والعقول المفكرة الرائعة تقوم بأفضل ما عندها من أجل نمو الاقتصاد بشكل كامل وليس الاعتماد على النفط فقط.
لذلك على الشركات والحكومة والمواطنين التعاون معاً من أجل التصدي لهذا الوباء في حالة إنتشاره، نجد بالفعل ظهور بعض الحالات في افريقيا وحالة بالأردن لمقيم غير أردني ومن أجل عدم تكرار كورونا مرة أخرى يجب أن نطبق ما تعلمناه أثناء تلك الجائحة حيث يجب نشر الوعي الكافي عن وباء جدري القرود وكيفية التعامل معه من أجل الوقاية والحماية ومراقبة حركة السفر والاستعداد لمواجهة أي أزمات متوقعة أو غير متوقعة وعلى الجميع تنويع مصادر دخلهم حتى لا يقعوا ضحية وباء مرة ثانية ويجب على الحكومة والشركات أن تطور خطط الطوارئ وتنوع سلاسل الإمداد الخاصة بها ليتمكنوا من مواجهة المخاطر الناتجة عن وباء جدري القرود فالخبرات السابقة والنجاح المتميز استمراره يكون بجاهزيته المستمرة ونقل الخبرات مع مرور السنوات ليكون لدينا خط دفاع صحي عالي المستوى وكذلك الحفاظ على تميز اقتصادنا المتين.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال