الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
التراث، الاستدامة، التقاليد، والتنمية المستدامة هي عناصر مترابطة ومتداخلة تساهم في تشكيل مجتمعات قوية وثقافية ومستدامة. عندما ننظر إلى التراث كجزء أساسي من الهوية الثقافية، فإننا نرى كيف يمكن أن يكون أساسًا لبناء مستقبل يستند إلى مبادئ الاستدامة. التراث يلعب دورًا أساسيًا في تحقيق الاستدامة، لأنه يمثل الرابط بين الماضي والحاضر، ويعزز الانتماء الثقافي والشعور بالهوية في المجتمعات. فما هي أوجه العلاقة بين التراث والاستدامة والتقاليد والتنمية المستدامة.
قبل الإبحار في هذه العلاقة، نعلم أن الإنسان استخدم السفن الشراعية للانتقال عبر البحار والمحيطات منذ العصور القديمة إلى حضارات أخرى بهدف اكتشافها أو نقل البضائع منها.وتُعتبر سباقات السفن الشراعية مثالًا حيًا على هذه العلاقة. فهي ليست مجرد رياضة، بل إرث يروي قصة تاريخية قديمة بدأت مع البحارة المحليين، إذ كانت مهارات الإبحار والتنافس على السرعة رموزًا للخبرة والقوة. لقد تطور هذا التراث اليوم ليصبح سباقًا تقليديًا في كثير من دول الخليج العربي، وتعد المملكة شريكة في إحياء هذا التراث البحري بفضل جهود شركة البحر الأحمر الدولية، التي رعت ترميم السفن التقليدية في منطقة مشاريعها ونظمت سباق السفن الشراعية التقليدية في وجهة البحر الأحمر، لتعزيز جاذبية وجهاتها السياحية و تحتفي بالتراث البحري المحلي. الذي جذب اهتمام البحارة القدامى والشباب من المجتمعات المحلية لدخول في هذا السباق لضمان بقاء هذه المهارة التقليدية حية للأجيال القادمة. كما أعلنت الشركة عن شراكتها في استضافة وأحد من أشهر الرياضات الحديثة (سباق المحيطات) في وجهتها الاخرى على البحر الأحمر- امالا عام 2027 .وبهذا تجمع البحر الاحمر الدولية ما بين التقليدية والحديثة بما يتماشى مع أهدافها في الاستدامة ويحقق الأثر لكل من الناس والكوكب.
هذا التوجه يعزز من الاستدامة الثقافية، حيث يسهم التراث في الحفاظ على الهوية الثقافية ويغني المجتمع المحيط بتاريخه، مما يخلق إحساسًا بالانتماء. الحفاظ على هذه التقاليد لا يقتصر على الحفاظ على الماضي بل يستهدف تعزيز الثقافة المحلية عبر الأجيال القادمة. شركة البحر الأحمر الدولية، بربطها بين الماضي والمستقبل، تبرز أيضًا الدور الحيوي لهذا التراث في تحقيق استدامة اقتصادية من خلال السياحة الثقافية، إذ تُقدم للسياح تجربة فريدة وأصيلة ترتبط بالعادات والموروثات المحلية، وتمنحهم فرصة للتواصل مع المجتمع المضيف وتقدير ثقافته وتاريخه.
وفي نفس السياق، يساعد التراث في دعم الاستدامة البيئية من خلال نقل المعرفة البيئية المتوارثة التي طورتها المجتمعات المحلية للتكيف مع بيئتها ومواردها. الأساليب التقليدية في البناء والصيد، على سبيل المثال، تقدم لنا حلولًا صديقة للبيئة تعتمد على الابتكارات القديمة التي تحترم الموارد الطبيعية. من خلال إحياء التراث، يُمكن للمجتمعات أن تستفيد من هذه الأساليب لتحقيق التنمية المستدامة التي تحترم البيئة وتخفف من الاستهلاك المفرط للموارد.التراث أيضًا يعزز الروابط الاجتماعية، حيث يُشجع على التفاعل بين الثقافات ويعزز الفهم المتبادل. على سبيل المثال، سباقات القوارب الشراعية ليست فقط منافسة رياضية، بل هي تجمع اجتماعي للاحتفاء بالثقافة المحلية، مما يقوي العلاقات بين الأفراد ويساهم في استقرار المجتمع ودعم تنميته المستدامة. كما يمكن لتراث أن يكون مصدرًا هامًا للدخل من خلال السياحة الثقافية وصناعة المنتجات اليدوية، وهذا يساعد المجتمعات على خلق فرص عمل وتطوير اقتصادها بطريقة مستدامة
باختصار، عندما يُدمج التراث في خطط الاستدامة، سواء من خلال السياحة أو الصناعات الحرفية أو التعليم، فإنه يصبح محركًا لتحقيق التنمية الشاملة التي تحمي الثقافات وتدعم البيئات وتُغني التجربة الإنسانية وتستفيد منها المجتمعات المحلية والسياح على حد سواء.الحفاظ على التراث ليس فقط حول الحفاظ على الماضي، بل هو استثمار في مستقبل مستدام يعزز من قيمة الإنسان وثقافته وبيئته.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال