الحوسبة السحابية وأثرها على المنشآت الصغيرة والمتوسطة

تعتبر الحوسبة السحابية من أبرز الابتكارات التكنولوجية في الألفية الثالثة، حيث غيرت طريقة تخزين ومعالجة البيانات والموارد التكنولوجية.

وتعتمد الحوسبة السحابية على تقديم خدمات الحوسبة عبر الإنترنت، مما يتيح للمنشآت الصغيرة والمتوسطة وكذلك الأفراد الوصول إلى الموارد الحاسوبية مثل الخوادم، التخزين، وقواعد البيانات، دون الحاجة إلى بنى تحتية مادية معقدة أو استثمار كبير في البنية التحتية، مما يعد فرصة فريدة لتحسين الكفاءة وزيادة القدرة التنافسية، وتمكين التحسين في أداءها والتوسع في خدماتها.

وتعتمد الخدمات المقدمة على الدفع مقابل الطلب، مما يجعل الحوسبة السحابية نموذج فعال من حيث التكلفة وقابلية التكيف.  وتتميز الحوسبة السحابية بعدة أنواع رئيسية، منها حوسبة السحابة العامة، حيث يتم تقديم الخدمات بواسطة مقدمي الخدمات عبر الإنترنت إلى الجمهور العام، من خلال بنى تحتية مشتركة.  وهناك حوسبة السحابة الخاصة، حيث يتم توفير الخدمات للبنية التحتية المخصصة والمملوكة لمنشآة أو شركة أو جهة معينة، مما يعزز ويرفع من مستوى الأمان والخصوصية لديها.  وهناك أيضا حوسبة السحاب الهجينة والتي تجمع بين السحابة الخاصة والعامة، مما يتيح للشركات الاستفادة من فوائد كليهما.

وحين نتحدث عن تأثير الحوسبة السحابية على المنشآت الصغيرة والمتوسطة، نجد أن تخفيض التكاليف يُعد من أبرز الفوائد التي تقدمها الحوسبة السحابية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وذلك لتقليل الحاجة إلى الاستثمار في المعدات والبرمجيات الباهظة الثمن.

وبالإضافة إلى ذلك، توفر الحوسبة السحابية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا الحديثة التي قد تكون مكلفة أو معقدة للاستخدام بمفردها، مثل التخزين السحابي، والبرمجيات كخدمة SaaS والتي تشمل أدوات مثل إدارة علاقات العملاء والموارد البشرية والمحاسبة، ويوجد أيضا البنية التحتية كخدمة IaaS  وكذلك المنصة كخدمة PaaS.

كما تتميز الحوسبة السحابية بمرونتها العالية، حيث يمكن للمنشآت التعديل من مواردها وأدواتها بسرعة كبيرة تمكنها من الاستجابة لاحتياجات السوق المتغيرة أو لضغوط العمل. وعلى سبيل المثال، يمكن للشركات زيادة سعة التخزين أو موارد الخوادم في أوقات الذروة دون الحاجة إلى استثمارات كبيرة أو تأخير.

وتعتبر مسألة الأمان والحفاظ على سرية وخصوصية البيانات من أبرز المخاوف التي تواجه المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ولكن مقدمو خدمات الحوسبة السحابية يوفرون تقنيات أمان متقدمة تشمل التشفير، والجدران النارية، والتحقق بخطوتين. وبالتالي، هذا يجعل البيانات أكثر أمانا مقارنة بالبيانات المخزنة على الأجهزة المحلية.

ومن أبرز الشركات في مجال الحوسبة السحابية في المملكة والتي تدعم القطاع الخاص، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، شركة الاتصالات السعودية STC  التي تقدم مجموعة متنوعة من خدمات الحوسبة السحابية تحت اسم STC Cloud  وهناك ايضا الشركة السعودية للحوسبة السحابية Saudi Cloud Computing Company SCCC  وهي شركة سعودية للحوسبة السحابية تُشغل البنية التحتية لمراكز البيانات بالمملكة وتشرف عليها، وغيرهم من الشركات الكبرى.

وبشكل عام، يتجه مستقبل الحوسبة السحابية نحو المزيد من الابتكار. ومن المتوقع أن تستمر المنشآت في الاعتماد على الحوسبة السحابية لتحقيق الكفاءة وتحسين الأداء. وتتزايد أيضا خدمات الحوسبة السحابية المتخصصة، مما يتيح للمنشآت الصغيرة والمتوسطة اختيار الحلول الأكثر ملاءمة لاحتياجاتها.