المزيد من الفرص: كيف تسهم السجلات التجارية المملوكة للنساء في نمو الاقتصاد السعودي

بلغت نسبة السجلات التجارية القائمة للمؤسسات “المملوكة للسيدات” 38% من إجمالي سجلات المؤسسات بنهاية العام 2023م حسب تصريحات وزارة التجارة.  ومما لا شك فيه أن هناك دلالات للارتفاع المطرد في امتلاك السيدات لسجلات تجارية.

ومن هذه الدلالات الإيجابية دعم السياسات الحكومية التي تعمل على تشجيع ريادة الأعمال النسائية، مثل برامج التمويل والتدريب المختلفة.   وأيضا من الدلالات تنوع الفرص والنشاطات التجارية المتاحة للنساء في مجالات مختلفة، وهذا يعزز من قدرتهن على الابتكار والإبداع في الأعمال، وبالتالي يسهم في إثراء السوق المحلي وزيادة تنافسية الاقتصاد، وأيضا تحقيق نمو اقتصادي مستدام على المدى المتوسط والبعيد.

ويدل هذا الارتفاع في امتلاك السجلات التجارية كذلك على تقدم كبير في تحقيق أهداف تمكين المرأة وتعزيز دورها الاقتصادي، مما يعكس التغيرات القانونية والتشريعية والثقافية والاجتماعية الداعمة لدخول النساء إلى مجالات الأعمال، مثل تمكن المرأة من تأسيس وامتلاك الشركات وإدارة الاعمال التجارية بشكل فردي أو مشترك، وكذلك تبسيط الإجراءات الإدارية للسماح للمرأة بالحصول على رخصة تجارية، بالإضافة الى توفير دعم وتمويل مالي للمرأة الراغبة في إنشاء أو توسيع عملها التجاري.

وتتمتع السيدات بقدرات كبيرة في كافة القطاعات، ومنها التجارة الإلكترونية، لان هناك زيادة لأعداد النساء اللي بدءوا مشاريعهم ومنتجاتهم من خلال الإنترنت بسبب المرونة وإمكانية الوصول الى جمهور واسع.   وهناك أيضا اهتمام كبير بإنشاء سجلات تجارية في مجالات الاستشارات القانونية والاستشارات التقنية وريادة الاعمال من خلال انشاء شركات في قطاع التكنولوجيا، على الأخص. وهناك أيضا مجال إنشاء المصانع، حيث يوجد على سبيل المثال مصنع لتصنيع الملابس العسكرية تمتلكه امراة، بالإضافة الى المشاريع التجارية الأخرى مثل المقاهي والمطاعم، والأعمال اليدوية والصناعات الحرفية مثل المشغولات الفنية، وتصميم المجوهرات، وهي مجالات يمكن النساء من خلالها اظهار مهاراتهم الإبداعية، وغير ذلك الكثير من القطاعات الاخرى.

ولرفع نسبة مشاركة المرأة الفاعلة في الاقتصاد، يمكن اتخاذ عدة خطوات منها تعزيز مصادر التمويل من خلال صناديق التمويل المخصصة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة والتي تقودها النساء، مع تقديم تيسيرات ائتمانية ومالية. ومن الخطوات الداعمة أيضا، التدريب والتأهيل من خلال تقديم برامج تدريب تعزز المهارات التجارية والإدارية للنساء، بالإضافة إلى برامج تحفيزية لمساعدتهم في تطوير مشاريعهم.  وهناك أيضا عامل رفع الوعي الثقافي والعمل على تغيير النظرة الاجتماعية تجاه دور المرأة في الاقتصاد من خلال حملات توعية تدعم إدماجها وتظهر نجاحاتها.