المعلم الملهم ودوره في الاقتصاد المستدام

توقع تقرير “المنتدى الاقتصادي العالمي” أن أكثر من 35% من طلاب المرحلة الابتدائية سيعملون في وظائف لم تُخترع بعد، ومعظم هذه الوظائف ستكون في قطاعات تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا المستدامة. هنا يأتي دور التعليم، حيث يلعب المعلم الملهم دورًا أساسيًا في إعداد الطلاب لهذه الفرص المستقبلية من خلال غرس التفكير النقدي والابتكار.

وقد أظهرت دراسات محكمة أن إدراج مواضيع الاستدامة في التعليم يمكن أن يزيد من احتمال انخراط الطلاب في وظائف صديقة للبيئة بنسبة تصل إلى 40% ويعتمد ذلك على كيفية استثمار الموارد الطبيعية بشكل فعّال في تطبيق الاستدامة بأشكالها المختلفة.

فعندما يقوم المعلم عبدالعزيز بتخصيص خمس دقائق يوميًا من حصته ليقدم لطلابه لمحات ومفاهيم حول الاستدامة في مجال الطاقة، مع توضيح كيف أن هذه المفاهيم تدعم الاقتصاد على المدى القريب. فهو يساهم في ترسيخ المفاهيم الجديدة عن الاستدامة في عقول طلابه، ففي فصله الدراسي، يتم إطفاء المصابيح تلقائيًا عند مغادرة الطلاب الغرفة، مما يعزز مفهوم التوفير كجزء من الاستدامة.

و بعد تقديم هذه المعلومات، يفتح الأستاذ: عبدالعزيز باب النقاش ليتيح للطلاب فرصة التعبير عن آرائهم ومناقشة الأفكار التي قد تؤثر في مستقبلهم. هذا النهج لا يهدف فقط إلى تزويد الطلاب بمعلومات جديدة، بل يسعى أيضًا إلى تحفيز عقولهم على التفكير النقدي والإبداعي، مما يساعدهم على تحليل وتقييم المعلومات بشكل أكثر فعالية.

إن هذه الممارسة التي يعتمدها المعلم عبدالعزيز تساهم في تنمية قدرة الطلاب على الحوار واستكشاف الحلول والمفاهيم الجديدة. كما أنها تعمل على تعزيز مهاراتهم الفكرية، وإعدادهم لمواجهة تحديات العالم المتغير. وتعود جذور هذا النهج إلى الدورة التي حضرها المعلم قبل شهرين بعنوان “استدامة الاقتصاد يبدأ بالتعليم”، والتي ألهمته لخلق نقاش وتبادل معرفي مع طلابه.

وفي يوم المعلم العالمي نلفت لأصحاب القرار أن تدريب المعلمين وتحفيزهم وتخفيف الأعباء الإدارية عليهم والحاقهم بالدورات المتخصصة والفعالة التي تستشرف التقنيات الحديثة والاتجاه الجديد للذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة كفيل بتهيئة الطلاب لهذا المستقبل الجديد، فقد أظهرت الدراسات الاقتصادية أن كل دولار يُنفق على التعليم يمكن أن يحقق عائدًا اقتصاديًا يتراوح بين 10 إلى 15 دولارًا على المدى الطويل. هذا يوضح بجلاء الدور الحاسم الذي يلعبه المعلم الملهم في تحسين مستوى التعليم، مما يسهم في زيادة رأس المال البشري والنمو الاقتصادي.