الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تشهد أسعار النفط تقلبات صعودية حادة بسبب احتمال شن إسرائيل هجمات على المنشآت النفطية في إيران، حيث سجلت أسعار النفط قفزة بنحو 10 دولار على أساس أسبوعي، فقد ارتفع سعر خام برنت إلى فوق حاجز ال 80 دولار للبرميل خلال اسبوع، ولأول مرة منذ عام 2003 يدفع تأثير المخاوف الجيوسياسية أسعار النفط للصعود بحدة بعد ان تعهدت إسرائيل بالرد بقوة على ما اعتبرته تصعيد إيراني خطير بعد الهجوم الصاروخي الإيراني ضد إسرائيل في الأول من أكتوبر. نرجع بالذاكره إلى حرب العراق عام 2003 والتي صعدت بالأسعار فوق المستويات العالقة عند 30 دولار لعدة سنوات.
تداعيات احتمال استهداف إسرائيل لمرافق تصدير النفط الإيراني على الإنتاج
وصل إنتاج النفط الإيراني الى نحو 3.2 مليون برميل يوميا هذا العام، وهو أعلى مستوى منذ عام 2018، صادرات النفط والمكثفات الإيرانية وصلت إلى نحو 1.7 مليون برميل يوميا، أما صادرات المشتقات البترولية وصلت إلى نحو 400 الف برميل يوميا. في حال تم استهداف منشآت النفط في إيران، فإننا نتحدث عن تضرر قدرة إيران التصديرية بنحو 1.7 مليون برميل يوميا من النفط والمكثفات، وهناك بعض العوامل نأخذها في الحسبان:
1) جميع صادرات النفط الإيراني تمر من خلال مرافق قديمة جداً تصل النفط من الحقول البحرية وحقول اليابسة إلى جزر التصدير (خرج، لفان، وسيري)، والتي تقع في بحر الخليج العربي. كما هو موضح في الخريطة المرفقة.
2) اكثر من %90 من صادرات النفط الإيراني يتم تصديرها من جزيرة “خرج” الواقعة في قلب بحر الخليج العربي قبالة حدودها البحرية مع الكويت والسعودية.
3) منذ منتصف السبعينات لم يتم تتطوير البنية التحتية لصناعة النفط الإيراني لعدم تطوير استثمارات المنبع.
4) جميع حقول النفط الإيراني على اليابسة (onshore) تقع بالقرب من حدودها مع العراق. كما هو موضح في الخريطة المرفقة.
5) غالبية حقول النفط الإيراني البحرية (offshore) تقع قبالة حدودها البحرية مع السعودية والكويت. كما هو موضح في الخريطة المرفقة.
6) عزوف شركات النفط العالمية عن استثمارات المنبع وخروجها حتى من قبل العقوبات الامريكية.
7) البُنية التحتية المهترئة لصناعة النفط الإيراني عجزت أن تصعد بإنتاج النفط فوق 3.8 مليون برميل يوميا منذ رفع العقوبات الاقتصادية مطلع عام 2016 أثناء الإدارة الديمقراطية الأمريكية السابقة في عهد الرئيس السابق اوباما.
مما سبق، إيران لم تستطع خلال الأعوام الأربعة الماضية أثناء الإدارة الديمقراطية الأمريكية المتساهلة مع العقوبات الاقتصادية أن تبني مرافق تصدير جديدة خارج بحر الخليج العربي بعيدة كل البعد عن حقولها النفطية ومرافق التصدير القديمة في ظل عزوف شركات النفط العالمية عن استثمارات المنبع وخروجها من إيران.
تداعيات احتمال استهداف إسرائيل لمرافق تصدير النفط الإيراني على الاسعار
التصعيد السياسي بين إيران وإسرائيل صعد بسعر خام برنت لأول مرة من نحو شهرين فوق حاجز ال 80 دولار، وقد يكون سعر 100 دولار رخيص جدا إذا تضررت مرافق النفط الايرانية، وذلك ليس بسبب احتمال فقد 1.7 مليون برميل يوميا من النفط والمكثفات الإيرانية لأن السعودية قادرة على تعويض ذلك بكل سهولة، ولكن تكمن التحديات في صعوبة إعادة مرافق إيران النفطية المهترئة والقديمة للعمل، حيث يصعب إعادتها للعمل في وقت قصير وسيتطلب ذلك وقت طويل، بخلاف المنشآت النفطية السعودية التي رجعت للعمل بوقت قياسي اذهل العالم بعد الضربات الإرهابية التي تعرضت لها منشآت ابقيق وخريص عام 2019، أكبر مرافق نفط في العالم تُعالج نحو 5.7 مليون برميل يوميا.
أسواق النفط لابد ان تبدا الاخذ بالحسبان بالفعل تسعير النفط في الأيام القادمة لمستويات قد تصل الى فوق 100 دولار للبرميل، وبالتالي هذا لابد أن ينعكس على أنشطة المضاربين في أسواق العقود الآجلة للنفط، ولا ننسى أن ذلك جاء مواكبا مع بداية البنوك المركزية في خفض أسعار الفائدة، وهذا يعني اننا قد نرى ضغوط صعودية على أسعار النفط تُغذّيها العوامل الجيوسياسية الاي تدفع إلى عودة المخاطر الصعودية وعودة تقلبات الأسعار فوق 100 دولار.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال