الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
البيان التمهيدي لميزانية المملكة للعام القادم 2025 م والمدى المتوسط الذي اعلن الأسبوع الماضي كان حافلا بأرقام الإنجاز، والثقة في مزيد من الإنجاز، تخبرك بذلك ارقام مستقرة رغم عدم وضوح الرؤية العالمية تجاه تباطؤ او تسارع نمو الاقتصاد، ورغم تردد الكثير من الاقتصادات الكبرى تجاه التشدد النقدي من عدمه، ورغم كل شيء بما في ذلك التطورات او دعني اسميها المشكلات الجيوسياسية التي لا يبدو بعضها قريبا من الحل او الانتهاء.
من الناحية الاتصالية وبرأي من عاشر الإعلام الاقتصادي لعقود، وعاش أيام القحط المعلوماتي من عدة وزارات وجهات لها علاقة بالاقتصاد، وقرأ بيانات ومؤشرات غير محدثة في قصص كثيرة نشرت في صفحات الاقتصاد وعرضت على شاشات ونقلت على اذاعات، من هذه الناحية يبدو البيان التمهيدي للميزانية السعودية الذي تصدره وزارة المالية في السنوات الأخيرة كنعيم او جنة معلوماتية محدثة تثري محتوى الكتاب والصحافيين لأنه ببساطة تقرير يغطي كل جوانب الرؤية وتأثيرات التحول ويعرض لنتائج البرامج والاستراتيجيات ويتناول نشاطي صندوق الاستثمارات العامة وصندوق التنمية الوطني.
وزارة المالية كما تقول في مقدمة البيان تصدره ” كأحد عناصر سياسة الحكومة في تطوير منهجية إعداد الميزانية العامة ووضعها في إطار مالي واقتصادي شامل على المدى المتوسط، وتعزيز الشفافية والإفصاح المالي، والتخطيط المالي لعدة أعوام. “، وهي تهدف إلى إطلاع المواطنين والمهتمين والمحللين على أهم التطورات الاقتصادية المحلية والدولية التي تؤثر على ميزانية العام القادم، وأهم المؤشرات المالية والاقتصادية لعام 2025م وعلى المدى المتوسط”.
استعراض أهم الإستراتيجيات والمشاريع المخطط تنفيذها خلال العام المالي القادم والمدى المتوسط في إطار مستهدفات رؤية السعودية 2030 يبدو لي كخارطة طريق يستفيد منها الجميع، بدءا بمنسوبي الحكومة انفسهم الذين يعيشون التغير في الانفاق نحو مزيد من الكفاءة والتركيز على الانفاق التحولي وهو امر يصقل المعنيين منهم بالمالية والميزانية والمشاريع ويعتبر بمثابة ورشة تدريب دائمة من ينجح في الاستفادة منها سيسهم في رفع مهاراته وبالتالي قيمته السوقية كموظف يمكنه الترقي في القطاعين العام والخاص.
رجل الاعمال والمستثمر المحلي والاجنبي سيعرف المزيد من الاتجاهات المستقبلية، ومناطق التركيز والانفاق ان صح الوصف وربما استلهم أفكارا او مشاريع او توسعات في مشاريع قائمة بناء على التقدم في الاستراتيجيات والبرامج التي استعرضها البيان التمهيدي.
الشاب او الشاب سيقرأ فرص التعليم والتوظيف المستقبلي من خلال قراءته للمستقبل القريب الذي يسميه البيان ” المدى المتوسط ” وربما حدد خياراته او بعض منها بناء على اطلاعه على خطط المستقبل او على تحليلات ما تعنيه هذه الخطط .
اجمالا البيان كان مطمئنا ولكنه أيضا كان واقعيا في تحليله للمخاطر ، وكان واضحا تجاه معطيات الاقتصاد العالمي، وسوق النفط ، والاقتصاد المحلي، وهو وضع التقديرات والتوقعات بنفس السياسة التحفظية التي اتسمت بها الحكومة والتي تعد سياسة ناجعة نجحت دوما في مواصلة التنمية والانفاق على الخدمات الأساسية جنبا الى جنب مع تحقيق اهداف الرؤية مع ضبط صارم لمستويات العجز والدين العام اللذان يعدان وفق ما نراه من نتائج على ارض الواقع بمثابة “استثمارات” ستؤتي اكلها في الوقت المناسب.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال