الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يُعرَّف القطاع غير الرِّبحي على أنَّه منظومة الأنشطة الأهلية، والخدمات التطوعية، والمنظمات غير الحكومية، التي لا تستهدف تحقيق الرِّبح أساساً؛ حيث يمثل ثالث القطاعات التي يُعوَّل عليها في تحقيق التنمية الاقتصادية، والاجتماعية المستدامة جنباً إلى جنب مع القطاع الحكومي، والقطاع الخاص، وتتضمن مصادر تمويل هذا القطاع أربعة مصادر تتكامل فيما بينها، وهي الأفراد، وقطاع الأعمال، والمؤسسات المانحة، والأوقاف، ويشكل العطاء الخيري مصدراً بصوره المختلفة أهم رافد من روافد القطاع غير الربحي؛ فهو أحد الممكنات التي تساهم في تحقيق أهداف القطاع الاستراتيجية الوطنية، وأهداف رؤية المملكة 2030م، إضافة إلى الممكنات الأخرى كالتشريعات، والسياسات، والأنظمة، والدعم الحكومي، وتمكين البيئة مما يزيد من قدرة هذه المؤسسات على تحقيق أهدافها، والاستجابة لحاجات المجتمع المتجددة والمتغيرة والأكثر إلحاحاً وأولوية، وقد ظل القطاع غير الربحي في المملكة العربية السعودية بمكوناته المختلفة يسهم في الجهود التنموية التي انتظمت في البلاد منذ عقود مضت، وفي هذا الإطار أولت رؤية 2030م اهتماماً خاصاً بهذا القطاع؛ لتحقيق أهدافها التنموية.
لقد حققت المملكة نمواً ملحوظاً في القطاع غير الربحي في ظل رؤية المملكة 2030م؛ إذ اهتمت بالنهوض بمساهمة هذا القطاع في سدِّ حاجات المجتمع من جانب، وتفعيل دوره في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية ما يعزز مساهمته في الاقتصاد الوطني من خلال تعزيز مشاركة أفراد المجتمع في العمل الخيري والتطوعي، ودعم قيم التكافل والتضامن الاجتماعي، والقيام بدوره في مواجهة المشكلات الاجتماعية، مثل: الفقر، والمرض والبطالة، بالإضافة إلى ذلك يعمل القطاع مع الجهات الحكومية، والقطاع الخاص في تنمية الفرص الوظيفية، وبذلك يعدُّ هذا القطاع جزءاً أساسياً من الأمان الاجتماعي، والاقتصادي، بما له من دورٍ مهم في تحقيق الحماية الاجتماعية لأفراد المجتمع بتحقيق الاستقرار الاقتصادي، والاجتماعي، وتحسين جودة الحياة، وتقليل المخاطر التي قد يتعرضون لها، ودعمهم عند الحاجة في مراحل حياتهم المختلفة؛ لضمان حدِّ الكفاية والعيش الكريم، ولهذا القطاع دور مهم في تحقيق مفهوم قدرة المجتمع على الصمود والتعافي بعد تعرضه للكوارث والأزمات بكافة أنواعها.
وتعتبر “مدينة مسك” التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير: محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظة الله– هي أول مدينة غير ربحية من نوعها في المملكة العربية السعودية، وتشكل نموذجاً مُلهِماً لتطوير القطاع غير الربحي عالمياً، وحاضنة للعديد من المجاميع التطوعية، وكذلك المؤسسات غير الربحية المحلية والعالمية؛ حيث تم تجهيزها بأحدث التقنيات العالمية، من ذكاء اصطناعي، وإنترنت الأشياء، والروبوتات، وغيرها.
وفي خطوة لاحقة وطموحة ترنو نحو مستقبلٍ زاهرٍ أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، مؤخراً عن إطلاق “مؤسسة الرياض غير الربحية” التي تركز في رسالتها على تحقيق التنمية الاجتماعية، والاقتصادية من خلال تمكين جميع فئات المجتمع، وتعزيز الترابط الاجتماعي؛ حيث تهدف المؤسسة إلى أن تكون رائدةً –إقليميًا وعالميًا– في مجالات تمويل، وتصميم، وإطلاق البرامج الاجتماعية المبتكرة، ودعم الرعاية الصحية، والتعليم، والفنون، والثقافة، وتعزيز البيئة المستدامة، والمساهمة في تحسين مستوى جودة الحياة، وتحقيق التنمية الاجتماعية في المملكة من خلال بناء منظومة متكاملة، ومترابطة، وإنشاء مراكز الأبحاث، وحاضنات المشاريع الاجتماعية، ورفع مستوى المشاركة المجتمعية، وإدارة الجهات التابعة بكفاءة، ورفع مستوى أدائها؛ لتكون محققة للغايات المنشودة من إنشائها، ومواكبة لما يخدم أولويات التنمية في ضوء أهداف ومرتكزات رؤية السعودية 2030م.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال