الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مدارس التحليل الفني.. أدوات متقدمة لفهم الأسواق المالية
في عالم الاستثمار المالي، يعتبر التحليل الفني من أهم الأدوات التي يعتمد عليها المستثمرون لفهم سلوك السوق واتخاذ قرارات مبنية على أسس علمية. التحليل الفني يعتمد بشكل رئيسي على دراسة حركة الأسعار التاريخية والرسوم البيانية لتوقع اتجاهات السوق المستقبلية. ورغم أن الهدف النهائي لجميع المحللين الفنيين هو الوصول إلى قرارات استثمارية أفضل، إلا أن هناك مدارس مختلفة للتحليل الفني، كل واحدة منها تعتمد على مجموعة من الأدوات والنظريات الفريدة.
1. مدرسة التحليل الفني الكلاسيكي
تعد مدرسة التحليل الفني الكلاسيكي أقدم المدارس في هذا المجال وتعتمد بشكل أساسي على قراءة الرسوم البيانية البسيطة وتحديد الأنماط السعرية مثل الرأس والكتفين، الأعلام، القنوات السعرية، وغيرها. يعتقد أنصار هذه المدرسة أن السوق يتحرك وفق أنماط متكررة يمكن التعرف عليها، وبالتالي استخدامها للتنبؤ بالحركات المستقبلية.
على سبيل المثال، عند ظهور نموذج “الرأس والكتفين” على الرسم البياني، فإنه يشير إلى انعكاس محتمل في الاتجاه. إذا كانت الأسعار في اتجاه صاعد وتم تشكيل هذا النموذج، فغالباً ما يتوقع المحللون حدوث انخفاض في الأسعار.
2. مدرسة التحليل الإحصائي (الكمي)
أما مدرسة التحليل الإحصائي (أو الكمي) فتستند إلى أدوات رياضية أكثر تقدماً. يعتمد المحللون في هذه المدرسة على مؤشرات مثل المتوسطات المتحركة، مؤشرات التذبذب (مثل RSI وStochastic)، وكذلك الانحرافات المعيارية. هذه الأدوات تقدم بيانات رقمية تعطي إشارات دقيقة حول حالة السوق.
على سبيل المثال، المتوسطات المتحركة تساعد في تحديد اتجاه السوق العام. إذا كانت الأسعار أعلى من متوسط الحركة لـ 200 يوم، فإن هذا قد يشير إلى اتجاه صعودي، والعكس صحيح.
3. مدرسة التحليل النفسي
تركز هذه المدرسة على سلوك المتداولين والمستثمرين وكيفية تأثير المشاعر الجماعية، مثل الخوف والطمع، على حركة السوق. يعتمد أنصار هذه المدرسة على مؤشرات مثل مؤشر الخوف والطمع أو تحليل سيكولوجية السوق لفهم الحالة النفسية للسوق في لحظة معينة.
من وجهة نظر هذه المدرسة، عندما يصل السوق إلى حالة من الطمع المفرط، فإن هذا قد يشير إلى قرب حدوث تصحيح أو تراجع، والعكس صحيح.
4. مدرسة التحليل الموجي (نظرية موجات إليوت)
تستند هذه المدرسة إلى فكرة أن حركة السوق تتبع أنماطاً متكررة تسمى الموجات. تنقسم هذه الموجات إلى فترات صعود وهبوط وتتحرك وفق تسلسل معين. يعتقد أنصار هذه المدرسة أن السوق يتكون من خمس موجات في الاتجاه الصاعد وثلاث موجات في الاتجاه الهابط.
يستخدم المحللون الموجيون هذه النظرية للتنبؤ بالتغيرات الكبرى في السوق وتحديد النقاط المثلى للدخول والخروج من الصفقات.
أي مدرسة هي الأنسب لك؟
قد يتساءل البعض عن المدرسة المثلى للتحليل الفني. في الواقع، لا توجد مدرسة أفضل من الأخرى، بل يعتمد الأمر على طبيعة السوق التي تعمل فيها، إضافة إلى أسلوب التداول الخاص بك.
•إذا كنت تفضل الاعتماد على أنماط الرسوم البيانية البسيطة، فقد تكون المدرسة الكلاسيكية هي الأنسب.
•إذا كنت من محبي التحليل الرياضي والبيانات الرقمية، فربما تجد في المدرسة الإحصائية الأدوات الأكثر دقة.
•أما إذا كنت ترغب في دراسة المشاعر والتأثير النفسي على حركة السوق، فإن مدرسة التحليل النفسي ستقدم لك الكثير.
•ولمن يبحث عن النظريات المتقدمة والمتعمقة، قد تكون مدرسة التحليل الموجي هي الخيار المثالي.
وبالتالي التحليل الفني هو علم متنوع، ويمكن لكل مستثمر أو متداول أن يجد الأسلوب الذي يناسبه من بين هذه المدارس المختلفة المهم هو أن يكون لديك فهم جيد لأدوات كل مدرسة، وكيفية استخدامها بشكل صحيح لتقليل المخاطر وزيادة فرص النجاح في السوق.
وفي النهاية، الهدف الأساسي هو اتخاذ قرارات مدروسة تساعدك في تحقيق أهدافك الاستثمارية، سواء كنت من المتداولين اليوميين أو المستثمرين على المدى الطويل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال