الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تستضيف المملكة العربية السعودية، ضمن جهودها الرائدة في المحافظة على البيئة، الاجتماع الدولي السادس عشر الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في الرياض ديسمبر المقبل. يأتي هذا المؤتمر في وقت تتزايد فيه تداعيات التصحر والجفاف عالميا وتتعاظم فيه تأثيراتها على الاقتصاد والبيئة وحياة الأفراد
ويتيح المؤتمر فرصة للتعاون الدولي وتجديد الأولويات الوطنية والعالمية وتفعيل دور القطاع الخاص والمنظمات غير الربحية لمواجهة تدهور الأراضي وسن أنظمة أكثر كفاءة وقدرة على الصمود والاستدامة
ويعد تدهور الأراضي قضية بالغة الأهمية، تنتج عن مجموعة عوامل كالتغير المناخي وعوامل أخرى من صنع البشر من ضمنها التمدد الحضري وازالة الغطاء النباتي والرعي الجائر واتباع أساليب الزراعة غير المستدامة مما يؤدي إلى إضعاف التربة وتناقص خصوبتها وتزايد معدلات الملوحة فينخفض الإنتاج الزراعي مما يؤثر سلبا على النظام البيئي ويهدد سبل عيش الملايين من البشر
وتشير الدراسات والأبحاث إلى أنه خلال المائة والخمسين سنة الماضية، فقد كوكب الأرض ما يعادل نصف تربة الأرض السطحية وخلصت دراسات قامت بها منظمة الأمم المتحدة إلى أن الأرض تفقد ما يقارب 100 مليون هكتارا من مساحاتها المنتجة سنويا، أي بما يعادل دولة بحجم جمهورية مصر العربية
أما من الناحية الاقتصادية، فتدهور الأراضي له كلفة باهظة سواء على المستوى المحلي أو العالمي وحسب تقديرات منظمة الأمم المتحده فان العالم يخسر ما يقارب ٤٢ مليار دولار سنويا بسبب تراجع الإنتاج الزراعي الناتج عن التصحر، اضافة إلى العواقب الاقتصادية غير المباشرة لتدهور الأراضي فتعذر الإنتاج الزراعي يؤدي الى انعدام الأمن الغذائي والجفاف وانتشار الأوبئة ويدفع بالملايين من المزارعين وسكان الأرياف إلى النزوح والهجرة سعيا لحياة أكثر استقرارا
ورغم التحدي الكبير الذي يواجه العديد من الدول حول العالم للتصدي لتدهور الأراضي إلا أن هناك استراتيجيات فعاله اثبتت نجاحها، هذه المبادرات تعكس أهمية التخطيط السليم والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية. وعلى المستوى العالمي فمشاريع مثل “السور الأخضر العظيم في الصين ومشروع التشجير في استراليا تعد أمثلة ناجحة على استعادة الغطاء النباتي على نطاق واسع لاصلاح الأراضي المتدهورة
أما في المملكة العربية السعودية وفي إطار رؤية السعودية 2030، فهناك العديد من المبادرات الخلاقة لزراعة الأشجار وزيادة الرقعة الخضراء، تشمل هذه المبادرات زراعة 10 مليار شجرة ضمن المملكة و٤٠ مليار شجرة في منطقة الشرق الأوسط، تهدف هذه المبادرات إلى رفع جودة الهواء وتحسين المناخ المحلي والحد من التصحر مما يساهم في تحسين جودة الحياة ويعزز سبل التنمية المستدامة
وتأتي استضافة المملكة العربية السعودية لأكبر مؤتمر متعدد الأطراف لمكافحة التصحر تأكيدا على اهتمامها ودعمها للمبادرات البيئية الرائدة، وفرصة لتسليط الضوء على البرامج الوطنية الخاصة بمكافحة التصحر كما أن المؤتمر يوفر فرصة للتعاون الدولي وتبادل الخبرات والمعارف للحد من التصحر وتدهور الأراضي ولتحقيق بيئة مستدامة وصحية للأجيال القادمة
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال