الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
وحين اقول خصخصة بالكامل فأقصد بنسبة 100%، وأذهب الى درجة الدعوة لخصخصة اشارات المرور، وارى ان بإمكان القطاع الخاص توليد قيمة اقتصادية منها بجعلها منصات اعلان مثلا بطريقة تضيف جمالية للمدينة دون الاخلال بهدفها الرئيسي، فماذا يعني ان نقف امام إشارة ذات لون احمر لعدة دقائق؟ اعتقد لو استخدمت كشاشات عرض اعلانية ستخفف على الاقل من توتر السائقين وستجلب دخل جديد لميزانية الدولة. بل انني اذهب الى ابعد من ذلك واقول ان الخصخصة ستحل مشاكل الزحام، ومن الممكن مساهمتها في تخفيف نسب الحوادث المرورية، وارى ان بإمكانها جعل الطرقات والشوارع تحفة فنية في حد ذاتها.
الكل يستفيد من الخصخصة، قطاع خاص وخزينة الدولة على حد سواء، والعموم كذلك من خلال تسهيل حياتهم. ارى ان بإمكان ان تكون المدن السعودية نموذج يحتذى به لجميع العالم، وعلينا تخطي مسألة التقليد بالجنوح للابداع والاتيان بما لم يأتي به احد.
بالامكان طرح مناقصات اشكال والوان، ستؤسس شركات حينها، وستنشأ صناديق استثمارية بل وحتى وقفية للمشاركة في خصخصة الطرق وخدمات المرور بشكل عام. فالطرق أماكن لتجمع الناس، عكس البيوت التي هي اماكن انفرادهم. اماكن تجمع الناس ينبغي ان تساهم في راحتهم حين الوصول للبيت، وبالإمكان القيام بذلك بالخصخصة.
لا ينبغي الخوف من الخصخصة، فالأصل في الأمور كلها ان تكون بيد الناس والتجار، والدولة تشرع وتنظم وتجبي الضرائب والرسوم، الأصل ان يتولى الناس شؤونهم، والخصخصة تحقق ذلك بامتياز منقطع النظير.
لا اعلم عن أي قطاع تم تخصيصه دوليا وفشل، حتى كثير من شؤون وزارات سيادية كالدفاع والأمن نجحت اكثر بخصخصتها، وحين أقول نجحت فأقصد من ناحية كفاءة التشغيل وأيضا من ناحية إضافة قيمة اقتصادية للمجتمع وللدولة.
الزحام في طرقات الرياض آفة، الكل يعاني منها. الحوادث المرورية مأساة الكل يعاني منها، حلها يكمن في خصخصة الطرق والمرور. اما ترك الأمور على حالها وانتظار مشروع حكومي يكلف خزينة الدولة عشرات المليارات فيمكن تفاديه بأن تستبدل برؤوس أموال التجار والمستثمرين مقابل عوائد لهم، وحينها فقط سيتم معالجة الأمر من جذوره.
الأفكار في ذلك كثيرة ولم ارغب عرض نموذج واحد او اثنين حتى لا نحصر التفكير في مدى جدواهما، ولكن هنا نكتفي بالاشارة الى الفكرة بشكل عام ومثل ما اشترك ابناء وبنات هذا الوطن في انتاج رؤية عظيمة يقف خلفها عرابها العظيم سمو ولي العهد، فبالتأكيد قادرين على طرح عدة نماذج يمكن دراستها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال