الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تُعتبر الرماية بالأسلحة الهوائية والنارية والسهام من أعرق وأهم الرياضات في الدول ذات الاقتصادات الضخمة لما لها من مردود مادي ومعنوي، وفي السنوات الأخيرة بدأت هذه الرياضة تستقطب الاهتمام في المملكة العربية السعودية خصوصا مع تطور البنية التحتية الرياضية ووجود اتحاد رماية سعودي نشط، ولكن التحديات ما زالت كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالدعم والرعاية المفترضين من قبل القطاع الخاص لهذه الرياضة الراقية.
عند التحدث عن الرياضة، نجد أن هناك تفاعلًا بدأ من بعض الشركات الكبرى التي ركزت رعايتها على رياضات معينة مثل كرة القدم ذات الشعبية الجماهيرية الواسعة. في المقابل، تبقى الرياضات الفردية في المملكة ذات الوثبات العالية من حيث التأثير الإعلامي العالمي – ومن أبرزها الرماية – تنتظر دورها في الحصول على الرعاية والدعم والاستثمار فيها.
في الوقت الحاضر، يمكن فهم سبب الرعاية التي تبحث عنها الشركات الكبرى، حيث توفر لها ظهورًا إعلاميًا خاصًا من خلال رياضات ذات قاعدة جماهيرية عريضة، لكن هذه النظرة بحاجة إلى أن تكون أكثر اتساعا وتكاملية، إذ يجب التنبه إلى ما يمكن أن تقدمه رياضة الرماية من صورة إيجابية عن الوطن الغالي عالميًا، فهذه الرياضة التي تعتمد على المهارات الفردية، تتيح للرماة السعوديين الموهوبين تمثيل المملكة بصورة مشرّفة وأكثر انتشارًا على الساحة الدولية.
من جهته، يقوم الاتحاد السعودي للرماية بمجهود كبير في وضع أسس تطوير هذه الرياضة، والحق يقال هنا أن مخرجات الاتحاد نوعية وملموسة، وبدأنا نرى نتائج مشرفة لأبنائنا الرماة، إلا أن هذه الرياضة بحاجة إلى تعاون أطراف متعددة، من ضمنهم الشركات ومساهماتها الجادة في توفير أعلى للمعطيات الأساسية للتدريب وتطوير القدرات، مثل المعدات الحديثة، والمرافق الرياضية، وتوفير مدربين محترفين، فهذه الأساسيات مطلوبة للانتشار في كافة مناطق المملكة، ما سيمنح الاتحاد فرصة اكتشاف مواهب جديدة وتأهيلها، وأيضا لتعزيز مستوى الرماة السعوديين وفرصة مشاركتهم بكثافة أعلى والمنافسة مع محترفي هذه الرياضة في الألعاب الأولمبية والمسابقات على مستوى العالم.
بكل تأكيد، ستعود مثل هذه الرعايات بالنفع على الشركات من خلال تعريف نفسها في الأسواق العالمية، ومن المهم – وهي فرصة للشركات متوسطة الحجم أيضا – إدراك أن رعاية رياضي واحد في مجال الرماية قد تكون خطوة ذكية من الناحية التسويقية والتجارية، إذ أنها غالبًا ما تكون منخفضة التكلفة وذات جدوى عالية، فالرامي الفرد – مع تمثيل المملكة في المنافسات الدولية على مدار العام – يمكنه أن يقدم صورة رائعة عن الراعي إعلاميًا وتسويقيا، خاصة عندما يكون مؤهلاً لتحقيق نتائج مبهرة في جلب الانتصارات والميداليات في البطولات العالمية.
بكل أمل وتفاؤل، يُنتظر أن يخرج القطاع الخاص قريبًا من قوقعة عدم التنبه أو التردد أو انتظار الإيعاز نحو أفق المبادرة الاستباقية في دعم الرياضات الفردية ضمن مسؤوليته الاجتماعية ذات البعد الوطني، وعلى رأس قائمتها رياضة الرماية، فالرامي السعودي (لدينا اليوم أسماء نفتخر بها وسنرى وجوه جديدة قريبا بمشيئة الله) واجهة رياضية سريعة المكاسب وذات مردود مؤثر، ويمكن الرهان عليه وبلا تردد في تحقيق الانتصارات، ورفع علم الوطن في كل مناسبة وبطولة محلية وإقليمية ودولية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال