الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
روبرت شيلر، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، يمتلك رؤى مميزة حول مستقبل المالية، ويتوقع شيلر أن تلعب التكنولوجيا المالية(FinTech) دورًا متزايد الأهمية في تحسين الوصول إلى الخدمات المالية وتسهيل المعاملات. ويعتقد أن الابتكارات مثل البلوكشين ، والذكاء الاصطناعي ستساهم في تطوير أسواق أكثر شفافية وكفاءة.
من جهة أخرى، يؤكد شيلر على أهمية فهم السلوك المالي للبشر وتأثير المشاعر والانحيازات النفسية على قرارات الاستثمار. ويتوقع أن يستمر التركيز في المستقبل على الاقتصاد السلوكي لفهم كيفية تأثير العوامل النفسية على الأسواق. إلى جانب هذين العاملين الرئيسيين، يتحدث شيلر عن تطورات مستقبلية مثل تأمينات جديدة ضد تقلبات السوق أو الكوارث الطبيعية، وزيادة الاهتمام بالاستثمار الاجتماعي المستدام، حيث يسعى المستثمرون إلى تحقيق عوائد مالية مع تعزيز تأثير اجتماعي إيجابي.
كما يتوقع شيلر أن تزداد الترابطات بين الأسواق العالمية، مما يستدعي من المستثمرين فهم الديناميات العالمية وتأثير الأحداث الدولية على الأسواق المحلية. ويؤكد على أهمية التعليم المالي للأفراد، حيث يتوقع أن يصبح فهم المالية الشخصية والاستثمار أكثر أهمية في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، يرى أنه ستتغير الطرق التي يدير بها الأفراد أموالهم مع زيادة استخدام التكنولوجيا، مما يعزز قدرتهم على اتخاذ قرارات مالية مستنيرة.
بشكل عام، يرى شيلر أن المستقبل المالي سيكون مدفوعًا بالتكنولوجيا، مع التركيز على السلوكيات البشرية والإبداع في تطوير أدوات وأسواق مالية جديدة، مما يمكن أن يؤدي إلى تحسين الكفاءة وزيادة الشفافية في النظام المالي.
إن تطوير نموذج عمل يجمع بين السلوك المالي وتقنيات الحوسبة المستقبلية، مثل الذكاء الاصطناعي، يُعتبر من أكبر الإضافات إلى مستقبل المالية، وهو التحدي الأصعب. إذ يعتمد أحدهما على علم النفس، بينما يستند الآخر إلى البرمجة المتقدمة. اليوم توجد العديد من برامج الذكاء الاصطناعي على شكل منصات استثمارية، تستخدم خوارزميات متقدمة لتقديم استراتيجيات استثمار مستندة إلى سلوكيات المستثمرين، والتي تعتمد على السلوك المالي أو الاقتصاد السلوكي في تداول الأسهم. وتستفيد هذه المنصات من نماذج تنبؤية لتقديم توصيات استثمارية دقيقة. بعض هذه المنصات تعتمد أيضًا على الذكاء الاصطناعي لتحليل مشاعر المستثمرين من الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يساعد المتداولين على فهم الاتجاهات السلوكية في السوق.
ستكون العلاقة المتوقعة بين التقنية والسلوك في المالية مستقبلاً معقدة ومتداخلة، ويمكن تلخيصها وفقًا لرؤية عدد كبير من الماليين والاقتصاديين والمحللين وخبراء البرمجة في قوة تحليل البيانات الكبيرة وسهولة الوصول إلى المعلومات. هذا سيساهم في فهم سلوكيات المستثمرين بشكل أعمق، مما يمكّن المؤسسات المالية من تحليل بيانات ضخمة حول سلوك العملاء وتطوير استراتيجيات استثمارية مخصصة لكل مستثمر على حده .
كما أن الزيادة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ستؤدي إلى تأثير أكبر على سلوكيات المستثمرين، مما يساعد التقنيات على تحليل المشاعر والاتجاهات العامة وفهم كيفية تأثير الأخبار الاجتماعية على القرارات الاستثمارية.
ومن المتوقع أن تظهر أدوات مالية جديدة وتطبيقات تعتمد على التكنولوجيا، مما يمنح المستثمرين خيارات أكثر مرونة وابتكارًا في كيفية إدارة أموالهم. كما يمكن أن تؤدي التكنولوجيا إلى تغييرات في كيفية تفاعل الأسواق مع الأخبار والأحداث، مما قد يؤثر على سلوك المستثمرين واستراتيجياتهم.
بشكل عام، ستؤدي العلاقة المتوقعة بين التقنية والسلوك في المالية إلى بيئة أكثر تفاعلية وشفافية، حيث ستؤثر التكنولوجيا بشكل كبير على كيفية فهم الأفراد للسوق واتخاذ القرارات الاستثمارية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال