الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تذكروا هذه الأرقام جيدا، نسبة مساهمة تدهور الأراضي وتصحرها في التغيرات المناخية تتجاوز 24 في المئة، بينما نسبة مساهمة وقود الطائرات والسيارات والسفن ومحطات الكهرباء التي تعمل بالديزل، واي شيء يسير أو يعمل بوقود مصدره احفوري هي 14 في المئة، وتتوزع النسب الباقية على عوامل أخرى.
هذه النسب مذكورة في التقارير الأممية الرسمية عن المناخ والبيئة وغيرها، وقد أعاد تذكيرنا بها وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للبيئة اسامه فقيها في لقاء مع كتاب الراي تم مؤخرا في الرياض.
هذا يأخذنا الى التساؤل عن سبب تركيز وسائل اعلام بعض الدول ومسؤوليها على الوقود الاحفوري اكثر من تدهور الأراضي الذي بالكاد يلمحون اليه، ويبدو بوضوح ان السبب هو اجندات سياسية واقتصادية بعضها نعرفه، ونعرف المقصود منه تجاهنا او غيرنا من منتجي النفط.
هذه الحال تدعونا وتدعو كل منصف إلى إعادة توجيه التركيز الأممي والمحتوى الإعلامي والانتباه الشعبي الى تراتبية المؤثرات على المناخ خاصة وان التصحر وتدهور الأراضي والجفاف من بين التحديات البيئية الأكثر إلحاحًا في عصرنا، لأنها تؤثر على تدهور نحو 40% من مساحة اليابسة في العالم؛ ما يعني فقدان 100 مليون هكتار من الأراضي الصحية سنويا.
السعودية اليوم تهتم بهذا الملف وتقود على طريقة ” القيادة بالمثال ” او يعرف في العالم باسم ( LEAD BY EXAMPLE ) فهي تعتبر تدهور الأراضي تحديا عالميا يستدعي استجابة جماعية وتعاونا دوليا لمعالجة آثاره على النظم البيئية والتنمية المستدامة، هذا احد أسباب اهتمامها ودعمها واستضافتها للدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر الشهر المقبل في الرياض.
ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ومن خلال رؤية 2030 وضع حماية البيئة واستدامة الموارد الطبيعية ضمن أولوياته، وركز على إطلاق وتنفيذ مبادرات عالمية تهدف إلى مكافحة التصحر وحماية الأرض، بما يضمن استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
يبدو لي ان هذا الاهتمام وهذه القيادة في هذا الملف المهم للإنسان والكوكب يستلزم حملات اعلام عالمية تسهم في رفع وعي الشعوب عن ما يخبئه بعض قادتهم من تراتبية التأثير على المناخ ونسبة اسهام كل عامل فيها، وعن من يعمل بجد واستراتيجية واضحة ومشاريع ظاهرة للعيان في حماية الأراضي والبيئة والطاقة النظيفة مثلنا او غيرنا ممن يحملون هذا الهم بصدق.
المؤتمر سيكون فرصة للانطلاق، وهناك واجب على أصحاب القلم والتأثير والاعداد المليونية من المتابعين في وسائل التواصل الاجتماعي ان يثقفوا أنفسهم في هذا الجانب وينقلون هذه الأفكار بأكثر من لغة حسب الاستطاعة.
العائد على هذه الجهود ليس بيئيا فقط انه يتماس مع كل شيء وصولا الى التنمية والاقتصاد وصحة الفرد والمجتمع، وإذا كانت علاقة الانسان بالبيئة انقطعت او ساءت فيمكن اعادتها الى مستوى جديد من الحرص عبر إدراك الجميع لما يحدث، وكيف يحدث، وامكانيات إيقاف حدوثه، حتى لا تضيع الأرض بين الأجندات وحقائق العلم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال