الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
حسب ما وصل من أخبار ستفتح ثلاثة خطوط من خطوط مترو الرياض يوم الأربعاء 27 نوفمبر مع الاشارة الى انه لم تثبت هذه المعلومات رسميا حتى الان، ، وأن أسعار التذاكر والباقات المخفضة لركاب المترو ستعلن قريباً. هذا خبر مُفرح لسكان العاصمة وزائريها، فهي بشرى سارة للتخفيف من ازدحام شوارع العاصمة مترامية الأطراف بالسيارات الخاصة.
الخبر محل الكثير من السعادة، فتجربتي الشخصية للتكيف مع الزحام هي أني ومنذ نوفمبر الماضي (أي لمدة عام بالتمام) اتخذتُ قراراً -ومطمئن أني لست الوحيد- بأن أعتمد للتنقل في الرياض على التطبيقات مثل أوبر وبولت، ولم يكن الدافع الأساس توفير المال بل حفاظاً على الوقت وعلى سلامة الأعصاب، ونتيجة لذلك القرار كم من اجتماع انجزته وسط الزحمة “وأنا متكي”، وكم من تقرير قرأته أو أنجزته وسط الزحمة وكابتن أوبر يناور بالسيارة. كانت تجربةً إيجابية إلى الحد البعيد، وأراها أفضل من الحل المعتاد (سائق خاص توظفه وسيارة خاصة ومصروف بنزين وصيانة دورية واصلاحات وتغيير كفرات ولا أنسى تكلفة التأمين الشامل ومدفوعات المخالفات المرورية)، وبالنتيجة، أشجع من يستطيع التخلي عن سيارته/ا ويبحث عن حل بديل، بما في ذلك الاصرار على العمل عن بعد، فالوقت ثمين ولابد من الحفاظ عليه وتجنب إهداره بشتى الوسائل والطرق، كما أن الوقت الضائع يمكن للفرد منا استثماره في تعزيز جودة الحياة صحياً (أن تتريض) وأسرياً واجتماعياً (صلة الرحم والتواصل مع الأصدقاء وأن تحتسي قهوتك بهدوء).
الآن وتشغيل المترو على بُعد أيام عددها أقل من أصابع اليد الواحدة، لدي سؤالان، الأول: هل يحتاج كلٌ منا لحملة اقناع حتى يتخلى عن سيارته/ا ويستخدم المترو أم أن كل منا سيتدافع مع الأخرين لتجربة ركوب المترو بدافع ذاتي دون الحاجة لمحفز؟ الاجابة -من وجهة نظري- هي نعم قاطعة أننا نحتاج حملة اقناع. وثمة تفصيل:
السؤال الثاني: ما الممارس لخفض تكلفة تجربة ركوب المترو، وكيف نجعل الكفة تميل لصالح المسارعة في استخدام وسائل النقل العام اجمالاً بما في ذلك المترو؟
لابد من الاستدراك بالقول أن المدن الأوربية المشار إليها أعلاه صغيرة مقارنة بالرياض، ولكن تبقى نقطة أنه لابد من التفكير في مبادرات تحفيزية تشمل عناصر عدة بما في ذلك شق التكلفة المالية، ولاسيما للفئات الأقل دخلاً والأكثر احتياجاً لاستخدام وسائل النقل العام. وليس من شكل أن افتتاح مترو الرياض حدث جوهري جدير بأن يحظى بإقبال واسع لتعظيم الأثر الاجتماعي-البيئي-الاقتصادي لمشروع هو من بين أكبر مشاريع المترو المستجدة في العالم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال