أمير الطاقة … طاقة تلهمنا

منذ أطلاق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان رؤية المملكة 2030، تغيرت المملكة من الداخل قبل الخارج. لم يكن التغيير فقط في المشاريع العملاقة أو الاقتصاد المزدهر، بل كان في القلوب والعقول. أعظم نجاح حققته الرؤية هو هذا الإلهام العميق الذي لامس شباب المملكة وفتياتها، جعلهم يؤمنون بأنهم قادرون على صناعة المستقبل، وأعاد لهم الثقة بأنفسهم وبأدوارهم في الحياة.

أرى هذا التغيير بوضوح في كل لقاء أشارك فيه، في ملتقيات النقاش أو الاستشارات الفردية. أصبح شبابنا وفتياتنا يتحدثون بثقة، يطلقون مشاريعهم بشغف، يتعلمون من النجاحات والتحديات. لم تعد تلك العقد القديمة، عقدة الأجنبي أو جلد الذات، تسيطر عليهم. بل أصبح سمو الأمير محمد بن سلمان قدوتهم ومحفزهم، ليؤمنوا أن الطموح لا حدود له.

منتدى مسك العالمي 2024: حديث من القلب

في منتدى مسك العالمي 2024، الذي نظمته مؤسسة محمد بن سلمان (مسك)، كان حديث صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان لحظة استثنائية. اعتدنا أن تكون تصريحاته مادة رئيسية للرأي العام العالمي بصفته قائداً لأهم وزارة في العالم، لكن هذه المرة كان حديثه مختلفًا.

عندما سُئل عن مصدر الأمل والراحة في ظل التحديات، كانت إجابته صادقة وعميقة:
“الإجابة بكل صدق وأمانة هي في السجود في الثلث الأخير من الليل.”
بكلمات بسيطة، ذكرنا سموه بأعظم علاقة، علاقتنا بالله عز وجل. جعلنا نتأمل في أوقات السحر التي تمنحنا السكينة واليقين.

دروس في القيادة والعلاقات الإنسانية

وعندما طلب أحد الشباب من الأمير أن ينقل سلامه لسمو ولي العهد، تحدث الأمير عبدالعزيز عن قيمة العلاقة العائلية المثالية، التي تتوارثها الأسرة الحاكمة في المملكة. أشار إلى أهمية التقدير والاحترام بين أفراد الأسرة، موضحًا أن هذا الاحترام لا يؤثر على المهنية والعمل، حيث تخضع العلاقة بينه وبين رئيسه المباشر، ولي العهد، لنظام مجلس الوزراء. هذا المشهد يعكس تطبيق الحوكمة بأعلى مستوياتها.

لكن الدروس لم تتوقف هنا. عندما تحدث الأمير عن النجاح، أشار إلى أنه ليس طريقًا سهلاً. النجاح يتطلب شغفًا، عملًا دؤوبًا، والكثير من التعب والسهر. وأكد أن الفشل والتحديات جزء لا يتجزأ من الرحلة، لكن الشغف هو ما يجعلنا نستمر.

كما تحدث عن الصعوبة التي يواجهها الشباب في تحديد شغفهم، مشجعًا إياهم على البحث والصبر. ذكر أن الشغف قد يتغير مع الوقت، ولكن بمجرد أن يجدوه، يجب أن يحافظوا عليه ويعملوا من أجله.

لمسات إنسانية تلهمنا

أحد المواقف التي لا يمكن نسيانها كان إشادته بوالدة أحد أعضاء فريقه. تحدث عن دورها بفخر، مؤكدًا قيمة الوفاء والاعتزاز بمنجزات الفريق. هذا الموقف يعكس جوهر القيادة الإنسانية، تلك التي تعطي الفضل لأصحابه، وتشجع الفريق ليصل إلى أعلى مستويات النجاح.

أما وقوف الأمير وتفاعله العفوي مع الحضور، فقد أضفى دفئًا خاصًا على حديثه. كانت لحظات مليئة بالطاقة الإيجابية، تلك التي تجعلنا نشعر أننا قادرون على تجاوز أي عقبة.

شكرًا أمير الطاقة

حديث الأمير عبدالعزيز بن سلمان في منتدى مسك لم يكن مجرد كلمات، بل كان طاقة ملأتنا بالإيجابية والإلهام. هذه الكلمات ليست شكرًا فقط، بل هي دعوة لنا جميعًا لأن نستمر في التعلم والعمل والإيمان بأحلامنا.