أنسنة العمران في سيتي سكيب

جمعني لقاء صباحي مع معالي نائب وزارة الإسكان السابق المهندس عبدالله البدير ، أحد العرابين الذين عملوا على نقل هذا الحدث الضخم للمملكة حيث تطرقنا إلى أول مشاركة لجمعية غير ربحية في معرض “سيتي سكيب”، أحد أضخم المعارض العقارية العالمية السنوية المقامة في الرياض. هذه المشاركة لم تكن مجرد تعريف بالخدمات، بل خطوة استراتيجية نحو بناء شراكات مستدامة بين القطاع الحكومي، الخاص، وغير الربحي، بما يحقق أثراً اجتماعياً ملموساً ومستداماً.

دور جمعية ترميم في تطوير المجتمع
تميزت جمعية ترميم بكونها ليست فقط جهة غير ربحية تقليدية، بل مؤسسة تنموية تهدف إلى أنسنة العمران وتهيئة البيئات المكانية لتحسين جودة الحياة. تسعى الجمعية إلى تحويل عملية الترميم إلى تجربة تنموية تستهدف الفئات الأكثر احتياجاً، مع التركيز على قابلية التطور والاستدامة، مما يجعلها نموذجًا يحتذى به في القطاع غير الربحي.
فلسفة التغيير التنموي
جمعية ترميم، تحت قيادة السيد عماد المهيدب وأعضاء مجلس إدارتها، تبنت رؤية متوافقة مع مستهدفات رؤية المملكة 2030. ركزت الجمعية على الانتقال من الدعم المباشر محدود الأثر إلى مبادرات تسهم في النمو الاجتماعي والاقتصادي. هذا التحول يعكس طموح المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، لتحقيق نقلة نوعية في دور القطاع غير الربحي كركيزة أساسية للتنمية.
نجاح في معرض سيتي سكيب
أثبت معرض “سيتي سكيب” أنه منصة عالمية تُظهر فيها النماذج العقارية الناجحة وتُناقش فيه أهم التجارب لتطوير العمران. جمعية ترميم تركت انطباعًا قويًا، حيث قدمت مشاريعها التنموية وأفكارها المبتكرة أمام زوار المعرض من شركات محلية ودولية.
ساهمت الجمعية في خلق مساحة للحوار والتعاون مع القطاع الخاص، من خلال شراكات نوعية ومبادرات استراتيجية تسعى إلى تعزيز التشاركية، مما يعود بالنفع على المجتمع ويؤكد الدور المحوري للقطاع غير الربحي.

بصمة ترميم في المجتمع
منذ تأسيسها، استطاعت جمعية ترميم في منطقة مكة المكرمة أن تحقق تأثيراً ملموساً، رغم حداثة نشأتها. فقد ركزت على أن ترميم المكان هو المدخل الأساسي لتنمية الإنسان، وهما عنصران لا ينفصلان.
ثم حلقت ترميم وأبدعت وأتقنت وتوسعت في تحقيق أحد أهم مرتكزات رؤية المملكة 2030م الداعمة للقطاع غير الربحي ولرفع كفاءة الإنفاق وهو الإسناد الحكومي للقطاع غير الربحي وحازت ثقة ورضى القطاعات الحكومية والخاصة.
برؤية قيادية طموحة من معالي وزير البلديات والإسكان وفريق العمل المتميز، استمرت الجمعية في تحقيق إنجازات نوعية. كانت هذه الإنجازات شاهداً على دور القطاع غير الربحي في تحقيق التكامل بين مختلف القطاعات لدعم التنمية الوطنية.

تطلعات المستقبل
من خلال نجاحها في سيتي سكيب وغيره من المبادرات، تؤكد جمعية ترميم التزامها بمواصلة دورها التنموي. تسعى الجمعية لتوسيع نطاق شراكاتها وتعزيز أثرها المجتمعي، لتظل نموذجاً رائداً في تعزيز جودة الحياة وإحداث الفارق في حياة المستفيدين.