السعودية وتوطين صناعة السيارات خطوات للأمام بخطى مدروسة

يعتبر قطاع تصنيع السيارات من أحد أهم القطاعات في اقتصاد أي دولة حيث أنه له تأثيرات إيجابية كبيرة على التقدم الاقتصادي للدول وتحسين جودة حياة الأفراد. وتعتبر السعودية من الدول الرائدة في مجال تصنيع السيارات التي لم تعد تعتمد على تجميع السيارات فحسب، بل انتقلت إلى تصنيعها بطرق حديثة ومتطورة في السنوات الأخيرة حسب رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتحقيق الاستقلال والاكتفاء الذاتي في العديد من المجالات حيث تسعى المملكة لتصنيع وتصدير أكثر من 150 ألف سيارة كهربائية في 2026.

يعتبر مشروع الشركة الوطنية السعودية لصناعة السيارات (سنام) من المشروعات الأولى التي تهدف إلى تجميع وصناعة السيارات في المملكة حيث يسير على خطى مستهدفات رؤية السعودية 2030 لتدعيم وتوطين الصناعات التي تسهم بنصيب كبير من الإيرادات التي تتحقق للدخل المحلي بالمملكة. وتبلغ قيمة المرحلة الأولى من المشروع 300 مليون ريال.

بالإضافة إلى ذلك، نجد شركة سير وهى شركة سعودية رائدة في مجال صناعة السيارات خاصة السيارات الكهربائية بعد حصولها على العلامة التجارية الأولى لهذه السيارات. أيضا تقوم شركة سير بإنتاج سيارات جديدة بتقنيات عالية بالإضافة إلى جذب استثمارات أجنبية تقدر بحوالي 562 مليون ريال في هذا المجال وتوفير فرص عمل محلية وزيادة الإنتاج المحلي للمملكة ليصل إلى 30 مليار ريال في عام 2034.

وفي مجال تصنيع السيارات، تتعاون سير مع شركة فوكسكون، وهون هاي للصناعات الدقيقة، لتصنيع السيارات الكهربائية وبيعها للعملاء في داخل وخارج المملكة. وتتبع سير استراتيجية مُحكمة لتصنيع السيارات بإتباع أعلى مواصفات السلامة والأمان.

قامت المملكة بعمل شراكات مع شركات عالمية في مجال تصنيع السيارات ومنها: اليابان والصين وسنغافورة، حيث وقعت الشركة السعودية للكهرباء خلال السنوات الماضية اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع شركات يابانية لتوطين والاستفادة من التقنيات الحديثة في مجالات عديدة ومنها مجال تصنيع السيارات.

بالإضافة إلى ذلك، تم انعقاد المنتدى العالمي الأول للسيارات الكهربائية وتكنولوجيا التنقل 2024، في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض والذي يقدم منصة عالمية للتواصل مع كبرى الشركات العالمية التي تقدم وتعرض أحدث التطورات في مجال تصنيع السيارات واستخدام وسائل التنقل الحديثة.

أخيراً، يجب أن تقوم المملكة بالاستمرار في تحقيق التقدم في مجال التصنيع عامة وتصنيع السيارات بصفة خاصة وذلك من خلال الاستفادة من خبرات الدول المتقدمة في هذا المجال مثل اليابان والصين وسنغافورة، ومحاولة توطين صناعة السيارات في المملكة وسعودة الوظائف فيها.