الفنادق الجديدة والمتجددة

17 ألف فعالية في العام الماضي، والمستهدف 40 الف فعالية في العام 2030  كما أعلن رئيس الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، اي اننا نتحدث عن مضاعفتها مرة ونصف او 150 في المائة ، هذا أمر حسن ومفيد جدا للاقتصاد وتنويع مصادر الدخل للحكومة والأفراد وتوفير الوظائف الدائمة وتلك المؤقتة المصاحبة للمعارض والمؤتمرات. 

اخبرني احد السعوديين القادمين من خارج الرياض لحضور مؤتمر مستقبل الاستثمار انه استأجر غرفة فندقية بأكثر من أربعة آلاف ريال، اي تقريبا بضعفي او ثلاثة اضعاف سعرها المعتاد والمعقول نظرا لتزامن عدة مناسبات في العاصمة الحبيبة.

ارتفاع أسعار الفنادق حسن لها ويدل على الإقبال على الرياض الكبرى ولكنه بنظرة عامة قد يؤثر على إقبال المواطنين من خارج الرياض على المؤتمرات والفعاليات وموسم الرياض والمناسبات الرياضية والثقافية وغيرها مما تزخر به الرياض ومما أنتجته برامج الرؤية والتحول من حراك حيوي طال جميع مناشط الأعمال والحياة .

الرائع ان هناك الكثير من الشباب من الجنسين تشكل المعارض والمؤتمرات فرص انطلاق أعمالهم الصغيرة، وهم لم يصبحوا اصحاب أعمال بعد حتى يمكنهم تحمل تكاليف الإقامة المرتفعة نسبيا، والجيد أن المشاريع الكبرى التي تجري في العاصمة ستضم عشرات الفنادق وفي مقدمها مشروع الدرعية المبهر، ومثلها كثير في مواقع ومشاريع مختلفة.

حتى انتهاء تلك المشاريع ربما يجدر بأصحاب الفنادق القديمة والعريقة في الرياض ، خاصة وسط الرياض ، وفي طريق الملك عبدالعزيز من جهة مقرات الوزارات القديمة ( مثالا لا حصرا ) إعادة هيكلة او تأهيل او ترميم تلك الفنادق، فكثير منها يقع على مساحات جيدة لأنها بنيت افقيا، وبعضها يمكنه إضافة مبان جديدة إذا أبدت الأمانة مرونة ودعم في هذا الشأن وأحسبها ستسعد بذلك.

فنادق وسط الرياض إضافة إلى زيادة المعروض من الغرف الفندقية مهمة لتشجيع السياحة في وسط الرياض التاريخي بما يضمه من تراث عريق وأماكن زيارة وتنزه وتسوق تم تطويرها او ترميمها بشكل لافت وهي مهمة كجزء من منظومة الجذب للمدينة .

ايضا ربما يجدر بالرياديين وأصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة ان يزيدوا من النشاطات الداعمة لتأجير الشقق والغرف عبر التطبيقات الشهيرة ، مثل نشاطات الصيانة والتنظيف ( خدمة الغرف ) ، وإدارة التأجير خاصة وان كثيرا ممن يؤجرون وحداتهم لم يستطيعوا إدارتها بالشكل المريح، واتوقع ان السوق في الرياض أكثر من غيرها يحتاج لعشرات الشركات الصغيرة في هذه المجالات .

ما يحدث من مؤتمرات وفعاليات مبهج للجميع، فقد اصبحنا أحد أهم مراكز الاستقطاب في العالم ونقود المنطقة في هذا المجال ، وهو ايضا مربح لكثير من قطاعات الأعمال، وعلينا لزيادة الإقبال ان يكون مربحا للزائر والسائح والباحث عن فرصته في الرياض، مدينة الفرص الجديدة والمتجددة.