الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
العنوان قد يبدو هزليا، ولكن مقالي هذا جاد بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وقبل ان ابدأ في طرحي اود ان اشير الى اني اتصور ان المستقبل سيكون مختلفا عما عرفه البشر منذ نشأتهم. وكافة ما يطرح عن الروبوتات سيتحقق بوتيرة متسارعة وستتطور الامور في الاعوام القادمة بشكل كبير قد لا يضاهية اي تطور شهده البشر على اي مستوى وفي اي قطاع، واعني هنا تحديدا الذكاء الاصطناعي والروبوتات. وكثير مما يروج له من مؤثرين في القطاع الحكومي والخاص في الغرب يشير الى ان هناك دفع مدعوم بأموال غير محدودة لتكون الروبوتات محل البشر. وهذا مجمله مفيد لا شك، وهو جزء من تطور البشر، وهو ناتج عن توسع في البحث العلمي الذي لا حدود لما يمكن ان يحقق منه.
العالم كما نعيشه ويعيشه البشر اليوم هو صنيعة الغرب، سواء كان في ادواته، او في سلوك البشر اليومي، الغرب نقل العالم على جميع الأصعدة من مستوى الى مستوى آخر لا يكاد يصدقه العقل لولا التوثيق الفوتغرافي الذي اتى به الغرب أيضا. الامراض قهرها التطور العلمي الغربي وما زال، العلم نشره التطور العلمي الغربي وما زال، حتى الترفيه نقله الغرب الى مستوى لم يكن يحلم اعظم ملوك اوروبا ان يتمتع به في القرون الوسطى ادخله الغرب حتى في شاشات الجوال المحمول. الغرب صنع ما اثر في حياه البشر بطريقة لم يشهدها التاريخ البشري الموثق من قبل وعلى نطاق واسع جدا.
ولكن نفس هذا الغرب الذي يتمتع بأموال وعلوم وقوة عسكريه لم تتمتع بها أي حضارة سابقة في تاريخ البشر ينام كثير من سكانه على الطرقات ويأكلون القمامة على الرغم من انهم هم انفسهم قد يحركوا الدفاع المدني لإنقاذ قطة معلقة على شجرة تبكي مالكتها (رأيت هذا بنفسي)، ونفس هذا الغرب شرعن بيع الحشيش لان عوائده الضريبية اكثر فائدة لخزينة الدولة من صرف الأموال على مكافحته. بإمكاني الاستطراد ولكن ما اود قوله اظن انه واضح. زبدة ما اود قوله انه لا ينبغي الانسياق التام خلف الغرب، وحتى في (العلوم) على مطلقها وبلا تقنين او تحديد.
ان كان الغرب يريد استبدال الانسان بالروبوتات بشكل مطلق فجميل، ولكن قبل ذلك عليه ان يثبت جديته في مكافحة الفقر، اما الادعاء بأن الانسان لن يحتاج للعمل فلم اقرأ او اسمع عن اي جهد في شرح سبل كسب القوت حينها ان تحقق هذا الأمر (وارى انه سيتحقق وسيؤدي لمشكلة كبيرة). ام هل ستتحول الحكومات الى مراكز لتوفير الغذاء والملابس ليعيش معظم البشر كالحيوانات يهيمون بلا فائدة. المسألة بحاجة لمزيد من الشروحات ولا احد يقدم اي جهد كائن ما كان في شرح طريقة توفير المعيشة للانسان في المستقبل القريب في وقت نعيشه يعاني منه البشر مما يعانون منه جوعا وسوء تغذية وامراض وآفات الله بها عليم.
الآن في مملكتنا، هناك توجه رائع لأن نكون دولة صناعية مصدرة وسننجح بنسبة 100% في رأيي. ولكن مع تطور الروبوتات هل سيسمح لأن تكون 90% من الايدي العاملة في المصانع روبوتات؟ او حتى 100% ؟ لتدير أنظمة الذكاء الاصطناعي المحاسبة والإدارة بل وليكون اصلاح الأعطال التقنية ذاتية عن طريق الذكاء الاصطناعي؟ هناك من يعتقد ان التطور التقني ستقوده التقنية ذاتيا وبلا تدخل بشري! لا شك سيكون اقل تكلفة بل واقل أخطاء تشغيلية بل وقد (يعدم) حينها عمليات الاحتيال، ولكن ماذا سيحدث حينها للسعوديين والسعوديات؟ مما اقرأ واشاهد التطور يحدث بوتيرة سريعة جدا قد لا يعيها الكثير، وارى انه ينبغي النظر في هذا الأمر من الآن، ودراسته. وادعو الى ان نكون اول دوله في العالم تنظم حقوق المواطنين مقابل الروبوتات كما اننا كنا اول دولة تمنح روبوت جنسية (الست صوفيا).
من المهم النظر في هذا الامر، فمما اقرأ واسمع لا استبعد ان يكون هناك روبوتات لا يمكن تمييزها عن البشر في الشكل او الحديث، بل لربما ستكون اكثر ادبا ولطفا ولباقة والاكيد (ستكون اكثر امانة ونزاهة). والأكيد ايضا انها ستكون اقل تكلفة للمنشآت والحكومة على حد سواء، وبلا أخطاء، وبلا عنجهية ايضا.
ما ذكره بعض الادباء الكرام في الروايات ومن ثم صوره منتجي الافلام في السينما من ان هناك حربا قد تشتعل بين البشر والروبوتات قد يحدث في رأيي. علينا جميعا ان نتكاتف لؤد الفتنة من اساس منشأها، فلا احد يريد الحرب لا شك، ولمنعها لا بد من تنظيم تشريعي قانوني محكم ينظم علاقة العمل بين الاثنين، شريطة ان يراقب تطبيقه بشر وليس ربوات او ذكاء اصطناعي، هذه الأفضلية بسبب اننا على وجه الارض قبلهم. لا بد ان يسود السلام .. لابد.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال